وفقا لتضارب الأجندات.. ذكرى الوحدة تنسف محاولات التحالف توحيد صفوف مواليه

YNP -  خاص :

حالة من التوتر أثارتها الذكرى الثانية والثلاثين للوحدة اليمنية 22 مايو بين الاطراف الموالية للتحالف في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، حيث انقسمت قيادة هذه الأطراف المشاركة في السلطة التي شكلتها السعودية والإمارات مؤخرا بين مؤيد لإحياء المناسبة رسميا ولو من باب التظاهر بالحرص على وحدة اليمن وإن بصورة شكلية وفقا لمقترح الأقاليم الذي ترعاه أطراف خارجية

، ورافض ﻷي مظهر احتفالي في هذه المناسبة، بناء على ما يدعو إليه وهو الانفصال أو ما يطلقون عليه فك الارتباط بين شطري اليمن، وفقا لحدود ما قبل 22 مايو 1990، بل واستباق المناسبة بمناسبة نقيضة تحت مسمى " ذكرى فك الارتباط " وهي ذكرى إعلان الانفصال في 21 مايو 1994.

وبحكم سيطرته العسكرية على عدن والمحافظات المجاورة نجح المجلس الانتقالي الموالي للإمارات في كبح أي مساع لدى شركائه في السلطة الموالية للتحالف لإحياء المناسبة، في محاولة منه للاستمرارفي فرض أمر واقع حيال ذكرى الوحدة اليمنية، كما درج عليه في السنوات الماضية منذ انفراده بالسيطرة على عدن وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرته، فيما بدت بقية الأطراف في موقف لا يؤهلها لانتزاع موافقة الانتقالي على الاحتفال، حيث بدت مرتبكة وغير ممتلكة ﻷي قرار، بل حتى إعلان يوم ذكرى الوحدة إجازة رسمية خضع لشد وجذب وأثير حوله المزيد من اللغط.

وكشفت الذكرى الثانية والثلاثين للوحدة اليمنية 22 مايو، حجم الخلافات بين الأطراف الموالية للتحالف تبعا لتضارب الأجندات والمشاريع الخارجية التي تتبعها تلك الأطراف، وهو ما ينسف كل دعاوى الاصطفاف الأخيرة التي لقيت رواجا كبيرا في وسائل الإعلام التابعة للتحالف والموالية له، في أعقاب تشكيل مجلس القيادة الذي جمع التحالف فيه توليفة من مختلف اﻷطراف وقادة التشكيلات العسكرية  الموالية له والمقاتلة تحت قيادته، يجسد حجم الصراعات التي حرصت كل من السعودية والإمارات على زرعها وتغذيتها بين هذه الأطراف خلال السنوات الماضية، وفقا للمشروع التمزيقي الذي ترعاه الدولتان، والذي برزت شواهده على مدى عقود.

وفيما تتصاعد حدة التوتر الذي أثارته المناسبة، بين الاطراف السياسية الموالية للتحالف، يبدو الشارع الجنوبي في منأى عن الخوض في هذه المعمعة من الجدل العقيم الذي تحاول هذه الأطراف حشره فيها، حيث أصبح الخروج المعاناة التي يعيشها جراء تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية، هو همه الأول والأخير، وهو يرى تواطؤ هذه الاطراف على استمرار تلك الأوضاع المأساوية، وأصبح متيقنا من أن التحالف وجميع الاطراف الموالية له هي سبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه المحافظات الجنوبية وتدهور الخدمات المختلفة والانفلات الأمني وغيره من مظاهر التردي التي أثرت على حياة الملايين من سكان هذه المحافظات.