مخاوف فشل فتح معابر تعز تخيم على اجواء مفاوضات الاردن - تقرير

خاص – YNP ..

مع  ترقب انطلاق  جولة جديدة من المفاوضات في الاردن، يخيم هاجس الفشل  على توقعات معظم الناشطين خصوصا فيما يتعلق بالجزئية الخاصة بفتح طرق تعز،  وهذه الهواجس هي انعكاس طبيعي لمسيرة  اشهر من الافشال المتعمد لمساعي  انهاء معانة الناس ، فمن يقف  وراء هذه الخطوة؟

المفاوضات المزمعة في الاردن  بين صنعاء التي اوفدت  وفدها الخاص بالشؤون العسكرية  وحزب الاصلاح بوفده الذي سبق وأن عارض عدة مبادرات  لفتح المنافذ،  ومع أن هذه الجولة من المفاوضات لا تقتصر  عل تعز فقط، كما تقول صنعاء، بل تشمل ايضا الهدنة وجهود وقف اطلاق النار والخروقات، نظرا للتشكيلة الخاصة بوفد صنعاء، الإ أن تعز تحتل احد جزئيته ، ليس بهدف فتح الطريق بل لدوافع اخرى  ذات ابعاد حزبية واقليمية..

على مدى السنوات الاخيرة، قدم صنعاء كما يتحدث بذلك مسؤوليها  عدة مبادرات ، وابرزها تلك التي كانت تتضمن  فتح المنفذ الغربي أو ما يعرف بـ"طريق غراب"  ورغم القاء صنعاء حينها الكرة في ملعب سلطة الامر الواقع هناك الإ أن الاصلاح وقادة فصائله استخدموا المبادرة حينها  للاستعراض عبر نزول  عبده فرحان سالم ، الحاكم الفعلي للمدينة، ومن خلفه قادة محور تعز والامن إلى المنفذ في صورة  كان يكفي أن تكشف الطرف المعرقل.

هذه الشطحة  لم تثني صنعاء عن تقديم  مبادرات جديدة واخرها ما طرحه محمد الحوثي بشأن وقف القتال ورفع المواقع  وفتح الطرق بين الجزء الخاضع لسيطرة صنعاء شمال وغرب المدينة ومناطق الاصلاح، لكن كالعادة  صعد الحزب عسكريا وسياسيا لإفشال المبادرة التي قد تحمل في مضمونها  بناء ثقة بين الاطراف التي تتقاسم المدينة ومديرياتها.

بالنسبة للإصلاح  يتعدى ملف تعز   فتح الطرق، وقد زادت اهمية الملف  مع تشكيل سلطة جديدة بديلة لهادي يستحوذ عليها خصومه في المؤتمر وتيار الامارات، وهذا الملف قد يكون الانسب لإفشالها نظرا  لانتماء رئيس المجلس الرئاسي والحكومة والبرلمان، والضغوط عليهم بشان وضع المدينة، اضف إلى ذلك العائدات التي يدرها الوضع الحالي على الحزب وفصائله  سواء عبر المعابر الاخرى أو  الجبايات داخل الاحياء السكنية، وقد سبق للحزب وأن وضع ملف تعز على طاولة مقايضات اخرى  تتجاوز الحالة الانسانية  ..

وبغض النظر عن الاصلاح، سلطة الامر الواقع، ثمة اهداف اخرى في ابقاء ملف تعز  في المشهد، وابرزها اقليمية ، فالتحالف الذي اعاد تشكيل السلطة  يريد المدينة أن تبقى خط الدفاع الأول  عن عدن التي يتخذ منها عاصمة لترتيب وضع سلطته الجديدة التي قد لا تشمل المدينة  على الرغم من رئاسة سلطاتها، فحكر  القيادات على مناطق الريف الجنوبي الغربي يشير إلى أن الهدف هو تشكيل دولة هشة  على مساحة تمتد من الساحل الغربي لليمن مرورا بريف تعز الجنوبي الغربي المطل على باب المندب ووصولا إلى مأرب ، معقل النفط، في حين سيتم حل ملف تعز  في الاخير  أما بضم المدينة لصنعاء أو  ابقائها معزولة  شمالا وجنوبا باعتبارها سيشكل بقائها موحدة  عقبة امام مشاريع تقسيم اليمن  جنوبا.

بالنسبة لحركة انصار الله "الحوثيين" وكما يتحدث قادتها فإن معالجة معانة السكان في تعز مهمة بالنسبة لهم وهي تخدم المتواجدين في مناطق سيطرتهم جنوب وغرب المدينة اكثر من سكان المدينة الذين يملكون منافذ إلى عدن والمخا،  لكن المشكلة تبقى في الحسابات الحزبية للسلطة في المدينة والتحالف التي لا يرى فيها سوى ورقة لتمرير اجندة معينة لا اكثر.