اجتياح "اليمن السعيد" تثير الذعر جنوبا – تقرير

خاص – YNP ..

تتصاعد وتيرة القلق في اوساط القوى السياسية جنوب اليمن مع تصدر   الفصيل الجديد  المعروف بـ"قوات اليمن السعيد"  للمشهد والحراك الاقليمي للتخلص من تركة الفصائل المتناحرة  عبر تشتيتها باسم الهيكلة، فمن  هو الفصيل الجديد  وما تداعياته على وضع الجنوب والشمال ، وابرز الممولين لإنشائه؟

مطلع العام الجاري وتحديدا في الحادي عشر من يناير  وصل قائد قوات الدعم والاسناد بالتحالف يوسف الشهراني مدينة مأرب ، ليدشن معها مرحلة جديدة  بقيادة صغير بن عزيز رئيس الاركان والمرشح الابرز حاليا لمنصب وزير الدفاع ..  تجول  يوسف الشهراني وبن عزيز  في عدة مناطق قبل ايام قليلة على تدشين فصيل جديد  من خارج المنظومة العسكرية الموالية للتحالف  الموجودة جنوب وشمال اليمن  لتعرف بـ"اسم الوية اليمن السعيد".

اعلن تأسيس هذا الفصيل في مأرب ، قبل اسقاطه على قوات المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لعلي محسن  في جيزان  أو ما يعرف بالمنطقة العسكرية الخامسة .. هذه الخطوة التي استبقت اقالة السعودية لعلي محسن من منصبه كنائب لرئيس سلطة "الشرعية"  مكنتها من احتواء معظم قواته المتمركزة على الحدود ومأرب، وبالفعل نجحت السعودية من تلافي اية ردة فعل من محسن على قرار الاخير بأبعاده نهائيا من المشهد .. الأن وقد اصبحت اوراق محسن للمناورة ضعيفة بدأت  السعودية تنفيذ ذات الاستراتيجية  جنوبا ، حيث شرعت منذ  اقل من شهر بتجنيد عشرات الالاف من المقاتلين في نطاق هذه الفصائل جنوبا، حيث تفيد التقارير باستيعابها  قرابة 25 الف مقاتل من لحج والضالع فقط ، في  وقت تواصلت فيه عملية التجنيد في ابين وشبوة وصولا إلى المهرة وتحت مسمى  "قوات اليمن السعيد".

 التركيز السعودي جنوبا يأتي بموازاة ضغوط لدمج الفصائل الجنوبية المنادية بالانفصال والرافض بتصفير عداد الصراع بين الشمال والجنوب الذي اعتادت عليه السعودية   منذ قرون،  وقد ساعد  قرار السعودية صرف المرتبات مقدما  على استقطاب عشرات الالاف بما فيهم  مقاتلين في صفوف فصائل الانتقالي، لا سيما في ظل وقفها صرف مرتبات المقاتلين السابقين منذ اشهر.

حتى الأن نجحت السعودية باستيعاب القوى العظمى  في الجنوب وابرزها العمالقة  التي اعلن مؤسسها ابوزرعة المحرمي  قراره ضم هذه التكتلات لقوام وزارتي الدفاع والداخلية وحتى الاشارات التي اعطاها عيدروس الزبيدي بإسقاط الجنوبية عن هوية فصائله خلال مناقشته ترتيبات الدعم والاسناد بمعية مسؤولين في الدفاع والداخلية،  لكن لا تزال المخاوف السعودية  الاكبر من الفصائل التي لا تدين بالولاء لهولاء وتتخذ من عدن ومحافظات جنوبية اخرى  معاقل لها ولديها قدرات هائلة تحتفظ بها وابرزها ما تسمى بـ"المقاومة الجنوبية" بشقيها التابع للاصلاح والتي يقودها شلال شائع إضافة إلى فصيل مجلس المقاومة الجنوبية التابع للإصلاح ومكونات لا تعد ..

فعليا، القوة الجديدة  هي  امتدادا  لعملية الهيكلة التي بداتها السعودية في اعقاب ثورة الشباب بالعام 2011، وهي نواة القوة الجديدة التي تسعى السعودية لفرضها كقوة تضمن ولائها عليها مستقبلا، لكن الأخطر  استحواذ طرف النظام السابق عليها مع ازالة بقية اركانه كعلي محسن والاصلاح  إضافة إلى ان تحريك هذه القوات الجنوبية بما فيها من شوائب كعناصر الجماعات المتطرفة التي تستند عليها هذه القوات اكانوا سلفيين أم قاعدة أم من داعش ، مؤشر على أن المرحلة المقبلة لم تكن لتحقيق الاستقرار بل لتلغيم اليمن برمته وهو هدف  لطالما طمحت له السعودية منذ العام 2015.