هل تنجح السعودية بجر مصر لمستنقع الحرب في اليمن من جديد؟ – تقرير

خاص – YNP ..

تسابق السعودية  الوقت  للتحشيد لجولة جديدة من الحرب على اليمن، لكن تركيزها هذه المرة  بتسليم مصر دفة القيادة ، فهل تنجح  بجر  القاهرة إلى مستنقع اليمن؟

خارطة التحركات السعودية خلال أيام الهدنة  تشير  بما لا يدع مجالا للشك إلى أن الرياض تعمل بكافة طاقتها  للتحشيد للجولة الجديدة من الصراع .. طرقت تشاد وجنوب السودان ودول افريقية ولاتينية عدة في إطار تجنيد المزيد من المرتزقة ، وعززت أنظمتها الدفاعية بأحدث التقنيات العالمية بما فيها  الصينية ، وكثفت مؤخرا التدريبات العسكرية  مع دول عدة برا وبحرا وجوا..

ومع أن التحشيدات العسكرية السعودية الجديدة  لن تكون اكبر من تلك التي حشدتها في اللحظات الأولى في مارس من العام 2015 ولن تكون اكبرها من حيث التحالفات ولا   اقوها    من حيث المعدات، لكن   ما يهم الأن هو التركيز السعودي على الدور المصري  في ملف اليمن سياسيا وعسكريا  خصوصا بعد أن ظلت تهمش مصر خلال السنوات التي أعقبت التحالف في اليمن.

على الصعيد السياسي، ضغطت  الرياض على القاهرة لإقامة مراسيم  صورية لزيارة  رشاد العليمي والذي لا يختلف عن هادي في شيء ، وتلك المراسيم يبدو بانها تتطور لاستقبال دائم للسلطة الجديدة الموالية للسعودية في اليمن بعد أن ظلت الرياض منفى للسلطة السابقة. هذا الحراك السياسي الذي رافقته تلويحات  بجولة جديدة من الحرب سواء من قبل رئيس سلطة المجلس الرئاسي أو من قبل السيسي ذاته،  يأتي بموازاة حراك عسكري مصري غير مسبوق بدء  بالتدريبات المكثفة  مع القوات السعودية، حيث أعلنت الأخيرة انتهاء مناورات الفيصل 12  بعد أيام قليلة على اعلان انطلاق مناورات الموج الأحمر  في جدة  بالمشاركة مع القوات المصرية ..

لم يتضح  بعد نوايا الطرفان،  وما اذا كانت الخطوات الأخيرة  ضمن الصفقة التي تقودها واشنطن للتقريب بين الرياض والقاهرة في إطار التمهيد للتطبيع  مع إسرائيل وتقضي بمنح اهم جزر مصرية للسعودية وتشارك في إدارة الممرات المائية في المنطقة  ، أم  لحسابات أخرى، لكن المؤكد  ان السعودية تحاول اغراء مصر بباب المندب الذي يشكل هاجس بالنسبة للقاهرة في ظل السباق الدولي للسيطرة عليه  ، وهو ما قد يغري القاهرة التي ظلت تمانع الانخراط عسكريا واكتفت بإرسال خبراء إلى حضرموت والمهرة لدعم التحالف في إعادة تشكيل فصائله هناك ، ويدفعها لدور اكبر خلال اية جولة جديدة من الحرب باتت تعد لها السعودية التي يعترف مسؤوليها بأن الهدنة لم تكن سوى فرصة لالتقاط أنفاسها بعد 8 سنوات من الهزائم.