أفيون الشبو  .. سلاح التحالف الجديد في اليمن

YNP – خاص :

تعمل الدول والأقطاب المتصارعه على تنفيذ مخططاتها بوسائل وطرق شتى فمن الحرب العسكرية المباشرة إلى الحرب الناعمة وحرب ترويج ونشر المخدرات ، التي تعتبر من أخطر الحروب وأشدها فتكاً بالمجتمعات ، نظراً لما تتسبب به من جرائم خطيرة في أوساط المجتمعات من قبل المدمنين عليها .. شواهد كثيرة على خطورة المخدرات التي غزت كثير من الشعوب وحققت فيها مالم تحققه المعارك القتالية المباشرة مع المحتلين .. ومن هذا المنطلق يسعى التحالف من خلال هذا السلاح الخطير " المخدرات بكافة أنواعها " إلى تحقيق  ما لم يحققه من خلال طائراته وبوارجه ومدافعه ودباباته ، حيث عمد عبر تجار المخدرات إلى تهريب كميات كبيرة من المخدرات وفي مقدمتها " أفيون الشبو " من خلال المنافذ والشريط الساحلي الطويل لليمن إلى عدد من المحافظات اليمنية في حين وقع عدد من تجار المخدرات في مناطق حكومة صنعاء في قبضة الأمن وبحوزتهم عشرات الأطنان على مدى سنوات الحرب منذ مطلع العام 2015م وحتى اليوم .. تفاصيل هامة عن تهريب المخدرات نتناولها في سياق التقرير التالي :

 لماذا تنتشر تجارة المخدرات بكثافة في ظل الأزمات والحروب بشكل واسع ؟  يؤكد خبراء في علم النفس الاجتماعي أن تنامي وزيادة تجارة المخدرات في مناطق الصراع يعود إلى رغبة المحتل في تدمير المجتمع المستهدف وإدخاله في دوامة من الجرائم التي تجعل الدولة عاجزة عن إيجاد الحلول لها ، التي تفتك بأبناء المجتمع وبالاقتصاد ، ولذلك فقد وصف هذا النوع من الحروب القذرة بالقدرة على تدمير الشباب وتحويلهم إلى قنابل موقوته لتدمير أوطانهم .

وفي هذا السياق تزايدت بشكل كبير ظاهرة انتشار المخدرات في محافظات جنوب الوطن وأثرت على الشباب الذين وقعوا في وحلها ويرى مراقبون أن التحالف بات يستخدم الأفيون كسلاح جديد ضمن حربه الشاملة بهدف مسخ الهوية وجر المجتمع إلى أتون ارتكاب جرائم خطيرة تدمره وتقضي على ثقافته وهويته الإيمانية .

إلى ذلك انتشر مخدر الشبو بشكل لافت وتعددت الأساليب والوسائل الخبيثة لنشره ومنها خلط هذا المخدر مع الشيشة التي يتعاطاها البعض بصورة غير مباشرة أثناء التدخين الأمر الذي يتسبب بخروج المتعاطين له عن دائرة الوعي واختلال تفكيرهم وإنحلال أخلاقهم وإقدامهم على ارتكاب الجرائم الوحشية التي وصلت في بعض الأحيان حد الإقدام على قتل أفراد أسرهم وأحيانا جميع أفراد الأسرة الواحدة في بعض المحافظات .

ويرى مراقبون أن تعمد التحالف تهريب كميات كبيرة من المخدرات الفتاكة إلى اليمن يندرج في سياق الحرب الهادفة إلى تدمير الهوية اليمنية ومسخ الشباب من خلال الوصول بهم إلى مرحلة الانحلال الأخلاقي وزيادة معدل الجريمة وتدمير الثقافة والقيم والمبادئ.

وكانت بعض الوسائل الإعلامية قد نشرت في الآونة الأخيرة خبر إنشاء مصنع لمخدر الشبو في محافظة حضرموت ، تم اكتشافه بعد أن ساهم في إغراق مناطق واسعة بهذا المخدر الخطير .

إضافة إلى ذلك ساهم الإنفلات الأمني في تلك المناطق في إيجاد بيئة حاضنة لمروجي وتجار المخدرات وفي تزايد مستوى الجريمة في ظل عجز المكونات الموالية للتحالف عن وضع حد لهذه الجرائم الخطيرة بحق المجتمع اليمني في تلك المناطق .

في المقابل لم تغفل الأجهزة الأمنية في حكومة صنعاء عن التصدي لهذا الخطر وعملت أجهزة الأمن المختلفة على التحري والمتابعة لمروجي وتجار المخدرات واستطاعت أن تلقي القبض على عدد من عصابات وتجار المخدرات وإتلاف عشرات الأطنان من  المخدرات .

وفي هذا السياق تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 36 طن حشيش وأكثر من مليوني حبة كبتاجون

وبعد أن استكملت الإجراءات القانونية من قبل النيابة الجزائية وأجهزة الأمن حيال المضبوطات من المخدرات وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تم إتلاف ثمانية أطنان و 529 كيلو جرام من مادة الحشيش المخدر و47 كيلو جرام من المواد المخدرة نوع شبو في محافظة صعدة ، وفي أمانة العاصمة أيضاً تم إتلاف 28 طناً و55 قالباً من مادة الحشيش "الراتنج" المخدر، ومليونين وخمسين ألف ومائتين وسبع حبة كبتاجون، و 66 كجم ونصف هيرون، وخمسة كيلو جرام "شبو" مخدر، وخمسة آلاف و239 أمبلوة مخدرة منتهية الصلاحية و41 كيلو جرام حشيش محلي.

وخلال عملية الإتلاف التي تزامنت مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أكد وزير الداخلية في حكومة صنعاء اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي، حرص الوزارة على مكافحة هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد المجتمع والأمن والاستقرار ، وأشاد بجهود الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والنيابة الجزائية، في ضبط المخدرات والحشيش وإتلافها.

واعتبر اللواء الحوثي، إتلاف هذه الكميات الكبيرة من المخدرات ، صفعة للتحالف الذي يسعى لإدخال المخدرات والحشيش إلى المناطق الحرة، واستهداف الشباب حتى يكونوا لقمة سهلة لتنفيذ المؤامرات والمخططات بحق المجتمع والوطن.

وبشكل عام وأمام هذا الخطر الداهم ، تقع على عاتق المجتمع اليمني وجميع المواطنين وكافة النخب الثقافية والعلماء ووسائل الإعلام ودور الثقافة مسؤولية القيام بدورهم في التوعية بمخاطر المخدرات والعمل معاً من أجل مكافحتها وتبليغ الجهات المختصة عن أية أنشطة مشبوهة لمتعاطي وتجار المخدرات .