ما علاقة زيارة "عجوز البيت الأبيض" بفشل التحالف في اليمن؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

سبعة أعوام من الإخفاقات المتوالية لقوى التحالف في اليمن، التي أثخنت جراح كهنة الولايات المتحدة الأمريكية وحاشيتها الغربية، حملها "عجوز" البيت الأبيض خلال زيارته إلى كيان الإحتلال الإسرائيلي وحواضن واشنطن في المنطقة، في ظل استغاثة سعودية للتستر على انتكاساتها المدوية، والتي ظلت طوال السنوات الماضية، تنتظر "بيضة الديك" العجوز لإنقاذها من اليمن .. دون جدوى !.

لا يمكن فصل زيارة الرئيس الأمريكي "العجوز" جو بايدن، إلى إسرائيل والسعودية، وتدشينه رسميا إعلان التطبيع بين الكيانين، عن محاولات واشنطن التغطية عن فشلها بإنقاذ وكيلها الأول في المنطقة، الغارق في المستنقع اليمني، ومساعي الرئيس العجوز في تأمين استمرار تدفق نفط البقرة الحلوب، ولكن هذه المرة عبر ستار التطبيع الذي لن يغير شيئا في تفاصيل المواجهة أكثر من إظهار دور "إسرائيل" بشكل مباشر وعلني في الحرب على اليمن، التي تشارك فيها منذ وهلتها الأولى.

هذا ما تترجمه بوضوح إندفاعة الثلاثي الغربي _ بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل _ لتعزيز ترسانتها العسكرية والاستخباراتية على الساحة اليمنية، بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وتصاعد تحركاتها في مناطق سيطرة فصائل التحالف وعلى رأسها زيادة عدد القواعد العسكرية التابعة لها في المحافظات الشرقية، والجزر الإستراتيجية.

واشنطن التي أخفقت عبر وكيلها المخلص "بن سلمان " في إدارة الحرب على اليمن، وفشلت خلال سبع سنوات في انتزاع أي نصر إستراتيجي أمام صمود قوات صنعاء، تشهد اضطرابات واسعة بعد نفاد كل أوراقها وخياراتها، وهو ما يعكسه ذهابها لتثبيت "أوهام" لا أكثر لتعويض الفشل العسكري، من خلال تشديد الحصار على الشعب اليمني، وتصعيد عمليات نهب الثروات اليمنية في مناطق سيطرة فصائل التحالف.

أيا كانت حجم التحركات والترتيبات التي يجريها التحالف تحت الطاولة، فاتها تظل في مخيلته، ومن الصعوبة أن تقود إلى تحقيق أهدافها على أرض الواقع، بحكم الواقع ذاته والتجربة الحية التي شهدتها الحرب طوال السنوات الماضية، وما رافقتها من مشاريع ومؤامرات ومخططات أفرغت خزينة كبرى ممالك النفط في العالم، وانتهت للتحالف السعودي الإماراتي بخفي حنين.

من الواضح جدا، أن صنعاء تدرك تماما ما يدور في كواليس التحالف، بل وترقب وترصد وتتخذ التدابير، وهو ما لوحت إليه قيادات صنعاء أكثر من مرة، وما أثبتته التجارب السابقة لقواتها، في ظل ما تملكه من قدرات عسكرية متطورة فاجأت الجميع، وعجزت عن التصدي لها أحداث التقانة الدفاعية الغربية، وهو ما يعكس ما كشفته وكالة "رويترز" مؤخرا، بخصوص مساعي واشنطن بيع "أسلحة هجومية" إلى السعودية، في ظل عجز "الأسلحة الدفاعية" عن التصدي لصواريخ ومسيرات صنعاء.

على أية حال، فإن التحركات الأمريكية المباشرة في ملعب وكلائها لن تحدث أي اختراق في الملف اليمني الذي عجزت عنه طوال السنوات الماضية، في حين أن إعلان التطبيع الإسرائيلي السعودي رسميا لا يضيف أي معادلة عسكرية للتحالف في حرب يشارك فيها الإسرائيلي والأمريكي وقوى الغرب على اليمن منذ الغارة الأولى في 26 مارس 2015م، في وقت لن تمنح أي محاولات للتصعيد، سوى تكرار وإمتداد لمسلسل هزائم قوى التحالف، المستمر للعام الثامن على التوالي.