فيما صنعاء تستعرض قواتها .. التصدع يدب في صفوف اﻷطراف الموالية للتحالف

YNP -   خاص :

تتواصل الاحتفالات والعروض العسكرية التي تقيمها سلطات صنعاء بمناسبة تخرج دفعات جديدة من مختلف الوحدات العسكرية،

وكان أهم هذه العروض هو العرض الذي أقيم الخميس الماضي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، بمناسبة تخرج دفعات من ألوية الحماية الرئاسية، بحضور قيادات رفيعة في السلطة، على راسهم رئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط، واعضاء في المجلس إلى جانب قيادات عسكرية رفيعة، وتضمن الحفل استعراض أسلحة حديثة إلى جانب الوحدات الرمزية من القوات العسكرية التي نفذت العرض الذي يعد الأكبر من نوعه.

وبقدر ما تعكسه العروض العسكرية التي قامت بها وحدات عسكرية مختلفة طيلة الفترة الماضية، من جهوزية عالية واستعدادات كبيرة تجريها قوات صنعاء طوال أشهر الهدنة، فإن هذه الاستعدادات تتضمن رسائل مفادها أن المرحلة القادمة ستشهد تطورات عسكرية كبيرة، في حال انقضت فترة الهدنة التي تم تمديدها مطلع الشهر الجاري، دون انفراجة في الملف السياسي، باتجاه وقف شامل ﻹطلاق النار، وبذل مساع جدية لإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.

وبموازاة استعراض القوات والاستعدادات العسكرية، جاءت الرسائل قوية من قبل صنعاء، سواء في الكلمة التي ألقاها القائد الاعلى لهذه القوات ورئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط الاحتفالية التي أقيم بها العرض العسكري، أو ما حملته تصريحات رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، في المقابلة التي أجرتها معه قناة الميادين، وكان من ضمن الرسائل التي تضمنتها أن مرحلة ما بعد الهدنة قد تشهد تطورات عسكرية خطيرة، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وفيما تستمر صنعاء في بناء قواتها استعدادا لمرحلة ما بعد الهدنة، في حال لم تفلح المساعي السياسية في التوصل إلى اتفاق إلى وقف شامل ﻹطلاق النار، تتصاعد الخلافات على الجانب الآخر، بين الاطراف الموالية للتحالف، منذرة بتفكك الكيان الذي شكلته السعودية في أبريل الماضي، تحت مسمى مجلس القيادة الرئاسي، والذي صرحت بأن الهدف من تشكيله هو توحيد الاطراف في كيان واحد، ﻷهداف عسكرية بحتة، تتعلق بالحرب التي تخوضها تلك الأطراف تحت قيادة السعودية والإمارات منذ اكثر من سبع سنوات، دون إحداث أي تقدم يمكن اعتباره مؤشرا على اتجاه المعركة لصالح هذه الاطراف والتحالف الداعم لها.

ورغم ما تم الترويج له في جوقة الإعلام التابعة للتحالف والحكومة الموالية له في أعقاب تشكيل المجلس، من أن هذا الكيان الذي جمعت السعودية داخله كوكتيل من قيادات الفصائل المسلحة المتباينة في الولاءات والأجندات، في حين لم تغب عنه الحسابات الحزبية والمناطقية، سيحدث فارقا كبيرا سواء على المستوى العسكري أو على مستوى الاقتصاد وغيره من الملفات العالقة في مناطق سيطرة هذه الحكومة، إلا أن الفشل كان أقرب إلى هذا المجلس، وفي الوقت نفسه بدأت مؤشرات التصدع تظهر تباعا في أروقته، وكان أكثر هذه المؤشرات وضوحا ما شهدته محافظة شبوة من مواجهات دامية بين القوات التابعة لحزب الإصلاح والقوات الموالية للإمارات، انتهت بهزيمة الأولى، الأمر الذي كانت له تداعياته حيث لوح الإصلاح بالانسحاب من المشاركة في مجلس العليمي وفي الحكومة وسحب مقاتليه من الجبهات، في تهديد هو الأول من نوعه، بما يحمله من دلالات على المستويين السياسي والعسكري.