تكثيف أمريكا لتحركاتها شرق اليمن.. ما علاقته بصراع الفصائل الموالية للتحالف على منابع النفط؟

عرب جورنال /  خاص :

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز تواجدها في محافظات اليمن الشرقية، الغنية في بالنفط والغاز، بالتزامن مع تصاعد الصراع بين الفصائل اليمنية الموالية للتحالف، والمنضوية في إطار المجلس الرئاسي الذي شكلته السعودية في أبريل الماضي، ككيان جامع لتلك الفصائل. 

وتصاعدت وتيرة التحرك الأمريكي خلال الأشهر الستة الماضية، وذلك لما بات يحظى به النفط والغاز اليمنيين من أهمية في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بفعل العقوبات التي فرضتها أمريكا والدول الأوروبية على صادرات النفط الروسي، وهو ما فاقم الاحتياج لدى هذه الدول لتغطية الفجوة التي خلفها حضر واردات النفط والغاز الروسيين.

 

وفي آخر تحرك أمريكي شرق البلاد، قالت وسائل إعلام إن مدمرة أمريكية اخترقت، الأحد، المياه الإقليمية قبالة الساحل الشرقي لليمن.. يتزامن ذلك مع تطورات عسكرية هامة في مناطق الهلال النفطي هناك.

 

وأفادت تلك الوصائل نقلا عن ما وصفتها بمصادر مطلعة، بأن المدمرة الأمريكية وحاملة الصواريخ يو اس اس نيتزي عبرت خلال الساعات الماضية قبالة السواحل اليمنية على بحر العرب ولم يتضح بعد ما إذا كانت متجهة صوب محافظة حضرموت أم المهرة.

 

وكانت قوات أمريكية انتشرت في وقت سابق بالمديريات الساحلية لمحافظة حضرموت حيث أفادت وسائل اعلام محلية بمناقشة تلك القوات الترتيبات الأمنية والعسكرية في تلك المحافظة.

وتأتي التحشيدات الأمريكية قبالة المناطق النفطية لليمن مع تصاعد الاعمال العسكرية في محافظة شبوة قرب الحقول النفطية التي تديرها شركات نفطية أمريكية، خصوصا في العقلة وسط مؤشرات عن تقدم مرتقب للفصائل الانفصالية صوب الهضبة النفطية لحضرموت.

 

ويدور الصراع الحالي بين القوات الموالية للإمارات، والتابعة للمجلس الانتقالي المنادي بالانفصال، والقوات التابعة لحزب الإصلاح، حول السيطرة على منابع النفط والغاز ومنشآتهما في المحافظة التي تضم جزءا من القطاع 18 النفطي، الذي يعد أكبر وأهم القطاعات النفطية في البلاد، إلى جانب منشأة بلحاف لتسسيل وتصدير الغاز، والتي تعد مشروعا استراتيجيا هوا الأول من نوعه في اليمن.

 

وتدير السعودية والإمارات، الواقفتين على رأس التحالف المحارب في اليمن، هذا الصراع بين الفصيلين المتباينين من حيث الولاء، في حين يبدو واضحا ترجيح الدولتين لكفة الفصيل المنادي بالانفصال، والتابع للإمارات، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها التبعية المطلقة التي يدين بها هذا الفصيل للتحالف، وهو ما يجعل كل من الرياض وأبوظبي مطمئنتين باستمرار هذا الفصيل في خدمة مصالحهما، والتي لا تتقاطع مطلقا مع المصالح الأمريكية في المنطقة عموما واليمن بشكل خاص.