ثلاثة سيناريوهات اعدها التحالف لنهاية الانتقالي في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

يواصل المجلس الانتقالي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، توسيع خارطة انتشاره عسكريا شرق البلاد ، وسط صمت محلي ودولي، لكن هذا الانتشار  قد يمثل ضربة للانتقالي اكثر من افادته،  فهل يعلن الانتقالي استعادة الدولة أم أن  حروبه الجديد ضمن سيناريو لإضعافه؟

في العام 2016، دعمت الامارات  قيادات جنوبية لتشكيل المجلس الانتقالي وكان ذلك نكاية بالسعودية التي تحاول إبقاء المدن الجنوبية تحت قبضتها، مستغلة فجوة الخلافة بين سلطة هادي وقيادات كانت تحسب على خصومه منذ  ثمانينات القرن الماضي.

كان الهدف من الانتقالي السيطرة على عدن  بغية تعطيل مينائه الاستراتيجي في الخليج  خشية أن يذهب لصالح شركات دولية وإقليمية تنجح بتشغيله ما يفقد  موانئ دبي موقعها الاستراتيجي الأن بفعل تعطل الموانئ  في المنطقة المحيطة وابرزها عدن.

حققت الامارات العديد من الأهداف بواسطة الانتقالي  الذي كانت تديره عبر وحدة خاصة تتبع محمد بن زايد، ابرزها إعاقة انتشار سعودي كان مرتقب في العام 2019،  والقضاء على خصومها من الفصائل المحسوبة على قطر وتركيا، ناهيك عن  اخراج ميناء عدن عن الجاهزية حتى الأن،  لكن الامارات التي ظلت ترواغ السعودية في ملف النفط والغاز  رفضت تطبيق اتفاق الرياض الذي صاغه محمد بن زايد وبن سلمان في نوفمبر من العام 2019 وكان   يتوقع أن يقطع شوطا كبير على طريق استقرار الجنوب  ودمج فصائل الطرفين..

التماسك الحاصل داخل الانتقالي وقواته التي قدرتها الامارات بـ90  الف مقاتل مدربين ومجهزين  بمختلف المعدات  مقارنة بفصائل الإصلاح الأقل تدريبا وكفأه ناهيك عن انقسامهم لأطراف إقليمية ودولية دفع السعودية لاعتماد الانتقالي ككيان  بديل  فمنحت المجلس الضوء الأخضر للانقضاض على مال تبقى للإصلاح المستنزف في معارك  طويلة وعبثة شمال وجنوب اليمن ..

تخلى السعودية عن الإصلاح ، اليد الطولى لها منذ عقود، جاء في وقت بدأت فيه البحث عن بديل  داخل الانتقالي ممثلة بالعمالقة وابوزرعة المحرمي  الذي تقاتل فصائله حاليا  في شبوة وتتجه صوب حضرموت..

بالنسبة للسعودية والإمارات  إيجاد سلطات جديدة في تلك المناطق الاستراتيجية والثرية بالنفط والغاز  سيسهل عملية تقاسم النفوذ وقد برز ذلك  في منح سقطرى وشبوة   للإمارات  وحضرموت والمهرة  للسعودية، لكن المهم في الأمر وضع الانتقالي وبقية الفصائل الجنوبية من خارطة النفوذ هذه.

 ستوصل السعودية  السماح للإمارات بدفع الانتقالي للتوغل شرق اليمن لتفكيك ما تبقى من منظومة عسكرية   مناهضة لوجودها في المهرة ووادي وصحراء حضرموت خشية ان تشكل ما تبقت من وحدات محسوبة على الإصلاح خنجر في ظهرها،  وسيواصل المجلس  معاركه حتى حدود المهرة ، لكن هذه لن تكون بالنسبة للانتقالي الذي يحاول التحذلق  على أنصاره بإيهامهم بقرب استعادة الدولة الجنوبية ،  فأمام المجلس – كما يخطط التحالف- معركة طويلة شمالا  وتلك المعركة  كانت سبب بالتخلي عن الإصلاح وستكون نهاية الانتقالي ، لكن وفي حال راوغ الأخير وتهرب من استحقاقاته للتحالف سيكون البديل ابوزرعة المحرمي، القيادي السلفي الذي لا يؤمن بالحدود الجغرافية، جاهز    لخلافة الزبيدي وما تبقى من فصائله الانفصالية المستنزفة..

جميع المعطيات على ارض الواقع  تشير على ان التحالف وضع  3 سيناريوهات لمستقبل الانتقالي،  أما حصد مكاسب سياسية ومالية مقابل تضحية عسكرية وفقا للأجندة التي يضعها التحالف أو مواجهة جولة جديدة من الاقتتال جنوبا، أما في حال قرر الخوض   شمالا فهذا سيجعله بين كماشتي الإصلاح المنتقم وقوات صنعاء التي  ستكون معركة عدن بالنسبة لها اسهل من قضم قطعة الكيك.

لن يسمح التحالف بانفصال ناجز ولا وحدة ناجزة لأن المخطط منذ الثلاثينات تقول بأن خطط السعودية إبقاء يمن مهترئ  تمزقه الصراعات لأن البديل سيكون نهوض دولة  سواء في الجنوب أو الشمال وهو مالن تقبل به السعودية ولا حتى دول الخليج الأخرى ممن انخرطت في الحرب.