"الإصلاح" يُخيِّب آمال المتعاطفين معه ويفضل البقاء تحت "سياط التحالف"

YNP / إبراهيم القانص :
توقع الكثيرون من متابعي الشأن اليمني والمحللين السياسيين، أن يكون لحزب الإصلاح موقف مصيري من الحملة العسكرية التي وجهها التحالف ضده، والتي أسفرت حتى اللحظة عن التنكيل بقوات الحزب وطردها من مواقع ومعسكرات كثيرة في المحافظات الجنوبية والشرقية،

فيما يُعدّه مراقبون إزاحة مهينة للحزب، ومدعاة لتصحيح موقفه وتحديد المكان المفترض لتواجده، خصوصاً أنه قدم خدمات جليلة للتحالف منذ بدء حربه على اليمن ولم يحسب حينه أن التحالف سيكافئه بهذه الطريقة المخزية، لكن الجميع أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، فالإصلاح لم يتخذ أي موقف يرد له اعتباره أو يعيد كرامته المهدورة، بل لا يزال يحاول استرضاء دول التحالف بالعتاب والاستجداء المذل، عسى تعيده إلى أحضانه بالرضى نفسه الذي تقبلت به انضمامه إلى صفوفها في بداية حربها على بلاده.

ومنذ بداية حملة التنكيل بقوات الإصلاح على يد الفصائل العسكرية الموالية للإمارات، قدمت سلطات صنعاء فرصاً كبيرة لحزب الإصلاح، حيث أبدى قياديون تابعون لها استنكارهم لحملة الإبادة التي يتعرض لها الحزب، من مبدأ رفضهم القطعي لأي اعتداء أجنبي على مكون يمني مهما كانوا مختلفين معه، مبدين استعدادهم لاحتوائه في حال صحح موقفه، وفضَّ شراكته مع التحالف ضد أبناء شعبه ووطنه، إلا أن القيادات العليا للحزب لم تجرؤ على إدانة ما يحدث من تصفية لقواتها، حتى ولو ببيان مقتضب، بل أبدت استعدادها للاستمرار في قتال قوات صنعاء، في معرض استجدائها للمجلس الرئاسي توجيه بنادقه ضد صنعاء، ولم يستنكر ما تتعرض له قوات الإصلاح من الإبادة سوى قلة قليلة من قيادات الصف الثاني في الحزب، أما قيادات الصف الأول فلا تزال إما صامتة أو ساعية لدى قيادات التحالف لرفع غضبه عنهم.

وكان عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، قال في تغريدة على تويتر، إن التحالف سيستمر في تصفية الإصلاح بدون أي قلق، مطمئناً إلى أنه لن يجرؤ على فض شراكته مع دول التحالف والانضمام إلى صف الوطن، مشيراً إلى أن هذا بات واضحاً، خصوصاً بعد ما أكد الحزب في بيانه الأخير التزامه بقتال من وصفهم البخيتي بأنهم "ألقوا له بطوق النجاة"، في إشارة إلى سلطات صنعاء وما قدمته من العروض لانتشال الإصلاح من المهانة التي يتعرض لها ولا يزال يتجرعها على يد قوات التحالف.

على الصعيد نفسه، أكد عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، أن حزب الإصلاح مصاب بعمى سياسي لا يبدو أنه يستطيع التعافي منه، بسبب ما وصفها بـ" الضغائن الأيديولوجية" على أنصار الله، مشيراً إلى أن ما حدث للإصلاح في صنعاء لا يساوى ١٪ من الصفعات التي تلقاها من دول التحالف، مؤكداً أنه لو مارس القليل فقط من التعقل الذي يمارسه مع التحالف لما وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه اليوم في اليمن، حسب تعبيره.

وكانت قيادات وسطية من حزب الإصلاح اعترفت بأن الحزب ارتكب خطأ فادحاً بانضمامه إلى التحالف في حربه على اليمن، حيث أكد القيادي في الحزب، والذي شغل سابقاً منصب المستشار الإعلامي في وزارة إعلام الشرعية، أنيس منصور الصبيحي، أن قوات الإصلاح تستحق التصفية التي تقودها دول التحالف ضدها، لأن قيادة الحزب في الرياض رفضت الانصياع لنصائح قدموها بشأن التحالف مع قوات صنعاء ومغادرة العاصمة السعودية، معقباً بأن "المتغطي بالسعودية عريان"، متنبئاً بأن مصير قيادات الحزب سيكون السجن بجانب المعتقل السعودي "سليمان العودة"، في إشارة إلى النظام السعودي كافأ أكبر مؤيديه من رجال الدين وغيرهم بالزج بهم في غياهب معتقلاته وفي أسوأ الظروف.