الاصلاح يعود للسلطة من الباب الخلفي - تقرير

خاص – YNP ..

استغل حزب الاصلاح، جناح الاخوان المسلمين  في اليمن، ذكرى تأسيس الحزب  لتوجيه رسائل عدة لخصومه  عبر كلمة لرئيس هيئته  العليا، محمد اليدومي، لكن الابرز  هو تأكيد الحزب   تشبثه  بالسلطة الموالية للسعودية مهما كلف الثمن ، فهل  يحضا بدعم للعودة إلى المشهد أم  انه يحاول فرض معادلات جديدة على الساحة؟

لم يعد الاصلاح حزب موحدا ، فالتفاعلات مع ذكرى التأسيس اظهرت اتساع كبير في رقعة الانقسام داخل تيارات الحزب المترامية الولاء اقليميا خصوصا بعد هجوم توكل كرمان عضو مجلس شورى الحزب على اليدومي، لكن رغم ذلك يحاول الحزب اجترار  وضعه المهترئ،  لإعادة ترتيب وضعه بغية ان يمنحه ذلك  مستقبل افضل من المرسوم حاليا.

وبغض النظر عن الانقسامات،  لا يزال الحزب، كما يشير  اليدومي، يتصور نفسه  القوة الاكبر في اليمن ، مع أن مساحة نفوذه لم تعد تتجاوز شارع في تعز وبضعة احياء في مأرب والقليل في وادي حضرموت والمهرة، وهو الان يحاول مساومة  خصومه على ما تبقى  خصوصا في المناطق النفطية  حيث اكد اليدومي ضرورة عودة شبوة إلى حضنه  كخيار للاتفاق داخل سلطة الرئاسي  ملوحا  بخيارات  اكبر..

ما كان بارزا في كلمة اليدومي  هو تخليه عن صنعاء والشمال عبر الحديث بان موقفه في اي حل يبقى  ضمن الدولة وهو بذلك يشير إلى السلطة الموالية للتحالف، وهذا لم يتضح بعد ما اذا  كان ناتج عن اتفاق الحزب مع حركة انصار الله  أم قناعة تامة باستحالة العودة إلى هناك، لكن الأهم هو ما حملته  الكلمة   من تهديدات لخصومه جنوبا  عبر ربط الأمن والاستقرار  هناك بتحقيق الشراكة واعادة تصفير الوضع في شبوة وبما يسمح بنفوذ للحزب مجددا على راس الهلال النفطي.

لم يعرف بعد  ما اذا كان الاصلاح الذي اراد من كلمة  رئيسه  ايصال رسالة   باستيائه من الامارات عبر الدعوة لتكثيف العلاقة مع السعودية، وتجاهل الامارات التي المح إلى وقوفها وراء استهداف قواته في شبوة وابين بالمسيرات،  يحاول اللعب على الصراع الإقليمي بين الحليفتين  أم  رسالة لأنصاره بتجنب السعودية واستهداف  الامارات،  لكنه في المجمل يدرك بان السعودية التي فرطت به منذ طرد فصائله من عدن لن تعيده إلى المشهد وقد قلص مساحة نفوذه ببضعة مناطق في سيئون ..

عموما،  كلمة اليدومي لا تتجاوز توجيهات لانصار الحزب وقواعده،  ابرزهم التكتل المسلح الذي يتشكل حاليا في ابين وشبوة ويضم التيار المتطرف في الحزب والذي يتوقع ان يصعد عسكريا خلال الفترة المقبلة بغية تحقيق نفوذ على الارض يمنح الحزب افضلية لطرح اجندته على طاولة الرعاة الاقليمين والدوليين،  وهي مؤشر ايضا بان الحزب بات يتحسس خطر داهم لمستقبله قد يقوده إلى  بوابة اللاعودة.