الاصلاح الانفصالي – تقرير

خاص – YNP ..

من الادعاء زورا بوحدة اليمن ، إلى قيادة مشاريع تمزيق وصلت  حدة  تدشين الانفصال  على مستوى القرى والمديريات،  فهل فقد  الاصلاح  للحنكة السياسية أم ان  مصالحه واجندته الخاصة قد اعمت بصيرته ؟

لعقود ظل حزب الاصلاح، الخدج من جماعة الاخوان المسلمين في اليمن، يستحوذ على مقدرات البلد  تارة بالحكم واخرى بالمعارضة، ليعزز رصيده  المالي  عقب اجتياح جنوب اليمن  في صيف عام 1994 وما تلا ذلك من فتاوي لقياداته بشأن استباحة ممتلكات الدولة والناس على حد سواء.

كان الحزب حينها يسوق نفسه كعمود للحفاظ على الوحدة اليمنية، وكان غالبية الناس في اليمن يثقون  به على الاقل لحمله راية التوحيد والتي لا تختلف كثيرا عن تلك التي ترفعها الجماعات المتطرفة،  لكن الأحداث التي عصفت في اليمن  بعد حرب السعودية والامارات في مارس من العام 2015، كشفت الكثير من اقنعة الحزب وكيف حاول استغلال مخرجات التقسيم في الحوار الوطني لابتلاع  مناطق بعينها مع التركيز  على الثرية بالنفط والغاز وذات الموقع الاستراتيجي ..

اليوم وقد تراجع نفوذ الحزب ، الذي كان يطمح،  بعد استيلائه على ثورة الشباب في العام 2011،   بالتفرد  بالنفوذ في يمن  ما بعد حوار موفنبيك،  وقد نجح بتمزيقه،  اصبحت اهدافه ماثلة للعيان وبإمكان  المواطن البسيط فهمها بدون تحليل حتى،   وقد القى الحزب بكل ثقله  للحفاظ على مناطق نفوذه وثروة قياداته متخليا عن كل القيم والشعارات التي ادعاها زورا بدء بوحدة اليمن  .. لم يعد شيء  يهم الاصلاح الذي طرد من صنعاء والشمال بشكل عام، واقصي من الجنوب بعد منحه خصومه الانفصاليين امتيازات بتسليمهم ابين وشبوة دون قتال،  سوى حضرموت أو بالتحديد مديريات الوادي والصحراء الثرية بالنفط في الشرق، ومن الشمال يحتفظ بمناطق الحدود في الجوف ومدينة مأرب وحقولها النفطية،  أم في الغرب فقد اختار  مديرية الخوخة الساحلية قرب باب المندب مع حفاظه على معقله في مدينة تعز كمخزون بشري وريفها الجنوبي الغربي المطل على باب المندب.

تلك المناطق التي سيقاتل الاصلاح عنها حتى اخر مقاتل، وتلك المعاقل  التي يلقي بكل ثقله للحفاظ عليها، وفي الخلاصة أن تلك المناطق هي مصدر ثروات اليمن ودخله القومي ، وبالاستحواذ عليها من قبل الحزب  يعني اعفاء نفسه من  استحقاقات توفير الخدمات وصر ف المرتبات للموظفين  في عموم اليمن ، ونهب  الثروة القومية للبلد وهذا ليس بجديد على الحزب الذي عرفت قياداته منذ تشكيله بالانتهازية واستغلال الفرص للانقضاض على الافضل وترك ما تبقى من فتات   للشعب يتصارع عليه..