الإمارات تحقق لإسرائيل مطالب رفضتها بريطانيا قبل رحيلها من اليمن

عرب جورنال / إبراهيم القانص -
التحركات الإماراتية في الجزر والسواحل اليمنية، ليس لها علاقة بحرب التحالف على اليمن، بل كانت الحرب بأكملها مدخلاً لتحقيق أهداف أوكل إلى الإمارات تنفيذها

وانكشف من خلال هذه التحركات أن أبوظبي تعمل لمصلحة الكيان الإسرائيلي الذي منحه النظام الإماراتي فوق ما كان يحلم به، فالتطبيع الشامل بين الكيانين الإماراتي والإسرائيلي يتم بحفاوة ومحبة منقطعة النظير، كما لو كانوا أبناء عمومة وكما لم يحدث مع أي دولة طبعت علاقاتها مع الكيان الغاصب.

بشكل عام، يتحول الكيان الإسرائيلي إلى قوة إقليمية كبيرة بفضل التطبيع مع الإمارات، التي توقع معه صفقات عسكرية ضخمة، حسب موقع "ذا ميديا لاين" الأمريكي، الذي نقل عن محللين عسكريين أن تعاون الكيان الإسرائيلي العسكري مع الإمارات هو تطور "ثوري" سيحوّل الكيان إلى قوة إقليمية رئيسية.

صور الأقمار الصناعية كشفت أن الإمارات نشرت نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي باراك 8 للتصدي للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، حسب تقرير لموقع "تاكتيكال ريبورت" الإخباري، والذي أفاد بأن قاذفتين من طراز Barak بالإضافة إلى نظام رادار Elta ELM 2084 تعملان بالقرب من قاعدة الظفرة الجوية جنوب أبوظبي.

العضو السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الدكتور يوئيل جوزانسكي، وصف صفقات السلاح التي أبرمها الكيان مع الإمارات بأنها الأهم على مستوى الدول العربية المطبعة، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي وقفت إلى جانب الإمارات في لحظة حاسمة، متباهياً بأنهم وقفوا مع أبوظبي في وقت حاجتها إليهم، مستدركاً: "إنه أمر مهم للغاية وأفترض أنهم سيتذكروننا بشكل إيجابي، على الرغم من وجود وقف لإطلاق النار في الوقت الحالي في اليمن، إلا أن القتال يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، الأمر الذي يؤكد بدون أي شك ضلوع الكيان وبشكل مباشر في الحرب على اليمن.

أما السر الذي كان كامناً خلف التمدد الإماراتي في الجزر والسواحل اليمنية، فقد كشف أبعاده ودلالاته الباحث في تاريخ اليمن السياسي والعسكري، عبدالله بن عامر، مفسراً الأطماع الصهيونية في جزيرة ميون قبل استقلال جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، حيث قال بن عامر في سلسلة تغريدات على تويتر، إن من أسباب تحرك إسرائيل ومحاولاتها منع استقلال جنوب اليمن، أن مدينة عدن كانت مركزاً لتسويق وشحن البضائع الإسرائيلية، مؤكداً أن الجالية اليهودية في عدن كانت من أبرز الداعمين للاقتصاد الإسرائيلي.

الباحث السياسي والعسكري بن عامر، أرجع سر الاهتمام الصهيوني بمنطقة باب المندب إلى حديث وزير خارجية الكيان الإسرائيلي بتاريخ 29 يونيو 1966م بخصوص جزيرة ميون اليمنية، والذي قال فيه: "إذا سقطت ميون في أيدٍ غير صديقة فقد ينجم موقف خطير"، مؤكداً أن التحركات الإسرائيلية جاءت وفق خطوات "الاهتمام بباب المندب كممر من وإلى إيلات".

وأوضح بن عامر أن الكيان الصهيوني حاول مراراً إقناع بريطانيا بالاحتفاظ بالجزر اليمنية قبل انسحابها النهائي من جنوب اليمن، ثم تحرك لتدويل منطقة باب المندب، ووضع جزيرة ميون تحت الإدارة الدولية إلا أن جهوده كلها فشلت، مبيناً أنه مع استقلال جنوب اليمن في 1967م، تشكلت استراتيجية إسرائيلية تقوم على السيطرة على منطقة باب المندب، والعمل على أن يكون النظام الحاكم في اليمن صديقاً للكيان، وإسقاط أي سلطة تعاديه، وعلى الأقل إبعاد الدولة اليمنية عن موقعها الجغرافي، لاسيما عن المضيق والساحل والجزر، وهو الأمر الذي يرى مراقبون أنه يتجلى بصورة أكثر انكشافاً على تفعيل الاستراتيجية الإسرائيلية، وهذه المرة من خلال الإمارات والسلطات التابعة للتحالف في تلك المناطق، حيث يتضح أن الجميع يعمل من أجل إنفاذ تلك الاستراتيجية لتحقيق الحلم الإسرائيلي، فالإمارات لم تتوقف منذ أعوام عن بناء القواعد العسكرية الإسرائيلية في سقطرى وعدد من الجزر اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.