محاولة امريكية لانعاش الحرب على اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

الحراك الامريكي  لانعاش الحرب على اليمن  يعود من جديد إلى صدارة المشهد العالق في  تخمة الهدنة ، فهل تنجح امريكا  في نفخ قربة السعودية التي اثبتت خلال السنوات الثمان الماضية من عمر الحرب والحصار بانها مثقوبة ،  أم أن  الخليجين وتحديدا السعوديين قد تجاوزوا المعضلة الامريكية ؟

على المسار السياسي،  هدد  السفير الامريكي  لدى اليمن ستيفن فاجن، من عدن، بالتصعيد ولوح بتشديد الحصار  على الشمال  كرد على منع صنعاء  السماح بنهب ثروات اليمن من النفط والغاز وقد قرن تهديداته بالفعل مع اعلان صنعاء احتجاز سفينة وقود جديد قبالة ميناء الحديدة ، لكن تصريحات السفير الذي وصل عدن في خطوة فسرت في صنعاء بانها تناقض  مزاعم امريكا  حول السلام في اليمن، جاءت مقرونة بتحركات عسكرية  بدأتها واشنطن من مؤتمر  المنامة الذي كرست اجندته لاستعراض ما تصفه واشنطن وارباب الحرب الاقليمين  والدوليين  بالخطر المحدق من اليمن ،  وقد استعراض مسؤولين امريكيين وبريطانيين  ما وصفوه بالتطور  الغير مسبوق في  القدرات الجوية وتحديدا  الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية،  وجميع هذه الاستعراضات  تأتي بموازاة رسائل عسكرية مباشرة  للسعودية  حيث استبقت امريكا المؤتمر  بالحديث عن مصادرة شحنات اسلحة ووقود صواريخ والحديث الاعلامي عن مزاعم هجمات جديدة على السعودية ، ناهيك عن ايفاد لجنة تخطيط عسكري  امريكية إلى السعودية منتصف الشهر الجاري، كما تحدث بذلك  مسؤول عسكري امريكي لصحيفة الشرق الاوسط السعودية  وكشف فيها عن بدء بلاده التي جربت  على مدى السنوات الماضية كافة  منظوماتها الدفاعية لحماية السعودية  تجربة مبادرات مبتكرة لمواجهة الطائرات المسيرة – حد قوله.

 هذا السباق الامريكي الجديد  في المنطقة  لا يهدف فقط لانعاش طموح السعودية باحتلال اليمن مجددا بعد أن ذابت اوهامها على مدى السنوات الماضية بل ايضا لاستعادة الثقة السعودية بأمريكا وقدرتها في حماية السعودية في ظل  تلاشي تلك الثقة العمياء التي منحتها الرياض لواشنطن خلال عقود مضت،  وباتت تداعياتها تلقي بظلالها على العلاقات بين الحليفتين في  المنطقة مع قرار الرياض    التقارب مع  المعسكر الشرقي اكثر  ناهيك عن قرار الرياض فتح قنوات اتصال عبر وساطات اقليمية مع صنعاء ما حيد  المسعى الامريكي لإبقاء  الوضع في المنطقة تحت الوصاية الامريكية  تهدئه متى تناغمت اجندتها وتنسفها متى اضطرت لذلك.

حتى الان لا يبدو بان السعوديين مستعدين للعودة إلى الحضن الامريكي  بدليل مقاطعة الرياض خطط واشنطن الجديدة لعسكرية المناطق الاستراتيجية والممرات البحرية الممتدة من غرب اليمن  وحتى الشرق في بحر العرب والمحيط الهندي مرورا بخليج عدن،  والذي تسعى من خلاله واشنطن تحقيق عدة مكاسب ابرزها  التقريب عسكريا بين الرياض وتل ابيب وابقاء الاولى تحت وصاية الاخيرة ، ناهيك عن تدويل الممرات البحرية لليمن والتي ظلت محل اطماع سعودية خلال العقود الماضية وتحديدا باب المندب وهو ما يضع  السعودية تحت رحمة التلاعب الامريكي  بالأمن ويعيدها مكرهة إلى اتفاقية "النفط مقابل الحماية" وتلك استراتيجية امريكية لا يبدو بان  واشنطن ستتخلى عنها ولو استدعى ذلك  ابقاء المنطقة قرونا تحت  وطأة الصراعات المذهبية  التي  استحضرتها واشنطن.