ساعات سويسرية وتجميل موخرات".. ثقوب سوداء تبتلع ثروات اليمنيين

YNP -  إبراهيم القانص -

وسط غليان الحياة المعيشية وتدني مستوياتها، والأزمة العميقة التي يعيشها اليمنيون، والتدهور الاقتصادي وأعباء الديون الخارجية، وتهاوي القدرة الشرائية، يعشش الفقر وترتفع مستويات الإحباط وضياع الأحلام والآمال التي تحطمت،

شرعية هشة وأوضاع صعبة ستؤدي حتماً إلى انفجارات اجتماعية، بعدما تكشفت حقيقة مسئولي الشرعية الذين نصبهم التحالف ليستأثروا بثروات اليمنيين ويختصون أنفسهم وعوائلهم بها دون غيرهم، وخلف سواتر مناصبهم والضجيج الإعلامي الذين يحيطون أنفسهم به، والصراخ المتواصل عن تدهور العملة وانهيار الاقتصاد يضللون الرأي العام ويشغلونه عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وصول المواطنين لهذا المستوى المتدني من العيش، بينما يعيشون هم حياة باذخة ومرفهة لا تشبه أبداً ما يكابده الناس في مناطق سيطرتهم.

 

ومنذ قرار سلطات صنعاء بمنع نهب النفط اليمني، فقد مسئولو الشرعية المصدر الذي كان يضخ الأموال إلى جيوبهم وأرصدتهم، وبدأوا يصرخون متوسلين الدول المانحة إنقاذهم، مستخدمين معاناة اليمنيين شعاراً يتسولون به، وبالتزامن مع صدمة تجفيف منابع حصولهم على الأموال بعد قرار صنعاء منع تصدير النفط الخام اليمني، تتكشف تباعاً فضائح ما كان يتصورها اليمنيون، حتى في مناطق سيطرة الشرعية والتحالف، إلا أنها بيّنت جزءاً بسيطاً من حجم الفساد وأين تذهب تلك الأموال الباهظة، ويتمثل هذا الجزء في وسائل ترفيه يبدو أن مسئولي الشرعية وعائلاتهم تعودوها منذ سلمهم التحالف مناصبهم وألقابهم التي لا تتعدى كونها مطايا وصولوا على ظهورها إلى الثراء غير المشروع، من ثروات وأقوات وأرزاق ملايين اليمنيين.

 

ضابط في قوات الشرعية، كشف وجهاً مخجلاً من وجوه الفساد والعبث بثروات اليمنيين على يد مسئولي الشرعية وعائلاتهم، حيث ذكر القيادي في إعلام المنطقة العسكرية الخامسة التابعة لحزب الإصلاح، راشد معروف، في تدوينة على (تويتر)، أن أحد مسئولي الشرعية يدفع خمسين ألف دولار لتجميل مؤخرة زوجته، ثم يملأ الدنيا ضجيجاً وبكاءً على تدهور قيمة الريال اليمني، مشيراً إلى أن العملة اليمنية لم تتدهور إلا "أمام مؤخراتهم"، حسب تعبيره، وفي الوقت نفسه تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، تسجيلاً مرئياً لمن قالوا إنها زوجة مسئول في حكومة الشرعية تتحدث إلى طبيب مصري أجرى لها عملية تجميل، يدفع تكاليفها شعب بأكمله من ثرواته السيادية والمنح الخارجية التي يتسولونها باسمه.

 

في السياق، كشف إعلامي محسوب على الشرعية، صورة أخرى من صور العبث بثروات اليمنيين، لا تقل قبحاً عن عملية تجميل المؤخرة المذكورة آنفاً، حيث قال رئيس تحرير صحيفة "إيلاف" محمد الخامري، في منشور على فيس بوك، إن زوجة مسئول كبير في الشرعية ابتاعت ساعة رولكس من (كايرو فاستيفال سيتي مول) في القاهرة، تزيد قيمتها عن 36 ألف دولار، ما يعادل أربعين مليون ريال يمني، متسائلاً: "هل يمكن لهؤلاء التفكير بالسلام أو إقامة دولة حقيقية؟".

 

أما رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الموالية للتحالف، فتحي بن لزرق، فقد وصف مسئولي حكومة الشرعية بـ"شلة الصعاليك"، مشيراً إلى أنهم نهبوا حقوق الشعب اليمني طوال السنوات الثماني من عمر الحرب، متهماً إياهم بـ"العهر"، موضحاً أن سهراتهم في مراقص إسطنبول والقاهرة ودبي تكلف آلاف الدولارات، منوهاً بأن المليارات تصرف تحت مسمى رواتب، لما وصفه بـ" قطاع من الشواذ والعاهرات"، مستدركاً أن أي توصيف خارج هذا السياق غير واقعي ولا منصف، مؤكداً: "هم هكذا ولن يكونوا إلا كما نصفهم".