بعد احتجازه في "أبو ظبي".. ما وراء زيارة عيدروس الزبيدي إلى روسيا في هذا التوقيت ؟

YNP / عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ  

بعد أشهر من احتجازه في العاصمة الإماراتية أبوظبي ومنعه من العودة إلى مدينة عدن، بأوامر سعودية، وصل رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة قيل إنها بدعوة من الكرملين.

بالنسبة إلى التطورات المحلية والإقليمية والدولية الأخيرة، تكتسب زيارة الزبيدي إلى روسيا أهمية خاصة، مقارنة بالزيارات السابقة وبظروفها.

 

كما أن الزيارة تأتي في لحظة فارقة من حيث التوقيت، ودخول الأطراف الدولية بقوة على خط الأزمة اليمنية مثل الصين، إضافة إلى دول الإقليم، ناهيك عن رفع روسيا منسوب دعمها للحل في اليمن، ما يعني أن نتائجها قد تكون محسوبة.

 

 

إلى جانب ذلك، تكتسب الزيارة أهميتها من معرفة الروس وخبرتهم الواسعة بالحالة اليمنية، أكثر من الأمريكيين، ما يعني أنهم قد يحاولون بصورة صادقة وجادة المساعدة في إيجاد حلول للأزمة اليمنية، سيما وأنهم يحضون بالقبول من كافة الأطراف في اليمن.

 

ـ الإمارات:

وعلى ما يبدو، فإن المجلس الانتقالي، أحس بخطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها عدد من المحافظات الجنوبية، والمتمثلة في دفع السعودية بقوات جديدة تحت مسمى "درع الوطن" إلى مناطق سيطرته، في مسعى لتقليص نفوذه لصالح تشكيلات مدعومة من الرياض. إضافة إلى وجود توجه سعودي لدعم حامل جديد للقضية الجنوبية لا تربطه علاقة بأبوظبي.

ومن هنا، لا يستبعد أن تكون دولة الإمارات وراء زيارة الزبيدي إلى روسيا، خصوصا وأنها تتوقع دورا لموسكو في المنطقة مستقبلا. سبق للإمارات أن نصحت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالتوجه نحو روسيا والصين بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. بحسب تقارير غربية.

تدرك الإمارات أن وجود منافس عسكري وأمني للانتقالي في المحافظات الجنوبية سيقلص من نفوذها بشكل كبير، وأن التصعيد العسكري ضد ها المنافس الجديد قد لا يكون في صالحها هذه المرة، لهذا قررت إدخال وسيط دولي على خط الأزمة.

غير أن علاقة موسكو الرياض تمر بحالة انسجام غير مسبوقة، وقد لا يجد الانتقالي لدى روسيا حلولا تتجاوز مصالح السعودية في الجنوب اليمني، لكنه قد يوسط روسيا لإعادة إصلاح علاقته مع المملكة.

ما يؤكد ذلك هو أن روسيا، وفي مقابل دعوة الزبيدي لزيارتها، حرصت على تجنب سخط الرياض من خلال عقد لقاءات مع الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، في العاصمة المصرية القاهرة.

ومعلوم أن "ناصر" يعمل حاليا على تشكيل كيان جنوبي مناهض للمجلس الانتقالي، كما أن لديه توجها مختلفا عن الانتقالي حول موضوع الوحدة والانفصال.

 

ـ تكهنات:

ومع أن ملامح زيارة عيدروس لروسيا لم تتضح بشكل كافٍ حتى الآن، خصوصا وأنه لم يلتق أيًا من المسئولين الروس منذ وصوله موسكو، برزت بعض التكهنات أو المعلومات حول أهداف ودوافع الزيارة.

في ها السياق، ذكرت مصادر مطلعة أن عيدروس "حمل عروضا لروسيا، للاستخدام غير المشروع للموانئ الخاضعة له، من أجل بيع النفط الروسي، هربا من العقوبات الأمريكية في هذا الشأن".

وأوضحت المصادر أن العرض فكرة إماراتية ويأتي في سياق صراع أبوظبي مع الرياض على النفوذ في اليمن. غير أن خطوة كهذه قد تزيد من تعقيد أزمة الانتقالي مع السعودية.

 

ـ إلغاء برنامج الزيارة:

ومع أن مصادر مطلعة أكدت لـ"عرب جورنال" إلغاء برنامج الزيارة بعد وصول الزبيدي إلى روسيا، تجنبا لسخط سعودي، إلا أن هذا السبب غير مقنع، إذ كان يُفترض أن تُلغى الزيارة برمتها، خصوصا وأن الإعلان عنها سبقها بأسبوع.

صحيح أن موقع المجلس الانتقالي نشر خبرا عن لقاء الزبيدي بمسئولين روس وناقش معهم عددا من القضايا دون أن ينشر الموقع صورة واحدة للقاءات، إلا أن موضوع الصور لا يكفي كقرينة لنفي عقد لقاءات، خصوصا إن كانت هناك خشية روسية فعلا من انزعاج سعودي.

وما يبدو مؤكدا الآن هو أن للزيارة علاقة بالتطورات التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الآونة الأخيرة، وبصرع النفوذ بين السعودية والإمارات في اليمن.