القاعدة تعدم مقاتلي الانتقالي حرقاً.. ومسئولو الشرعية يرفعون وتيرة "الفيد" قبل المغادرة

YNP / إبراهيم القانص -
يعيش مسئولو الشرعية الموالون للتحالف حالة غير مسبوقة من التوتر والتخبط، منذ بدأت السعودية بالتفاوض مع سلطات صنعاء بشأن تجديد وتمديد الهدنة، إذ يسيطر عليهم جميعاً هاجس قرب انتهاء أدوارهم وخدماتهم التي ظلوا يقدمونها للتحالف على مدى ثمانية أعوام، خصوصاً بعد ما غيرت السعودية والإمارات تعاملهما معهم،

إذ تتعمد قيادة الدولتين الخليجيتين اللتين تقودان الحرب على اليمن التعامل مع الموالين لهما باستخفاف وتعالٍ لم يسبق أن تعاملتا به من قبل، وقد أطلقت السعودية العنان لمحلليها السياسيين وخبرائها العسكريين للحط من شأن قيادات عسكرية وسياسية تابعة للشرعية، فيما يشبه الرسائل التي تفيد بأنهم أصبحوا عبئاً عليها وأن مصالحها لم تعد معهم، الأمر الذي جعل ردة فعلهم مشوبة بالانتقام، ليس بما يضر السعودية أو مصالحها، بل الانتقام من البلاد، حيث ارتفعت حمى البيع والشراء في ثرواتها السيادية ومواقعها الاستراتيجية.

مواقع إخبارية مختلفة وخبراء اقتصاديون تحدثوا عن تفاوضات تحتضنها مدينة عدن بين مسئولين في حكومة الشرعية ورجال أعمال أمريكيين، في إطار سعي حكومة الرئاسي إلى إعطائهم 50% من احتياطي النفط الخام لليمن، من خلال بيعهم القطاع 4 بمنطقة عياذ في محافظة شبوة، وهو أكبر القطاعات النفطية، إذ يضخ نصف الإنتاج النفطي في اليمن، مشيرة إلى أن تفاوضات البيع بدأت عقب لقاء جمع السفير الأمريكي لدى اليمن مع رئيس حكومة الشرعية معين عبدالملك، الذي يترقب كغيره من مسئولي الشرعية قراراً سعودياً برميه خارج المرحلة، الأمر الذي دفع به إلى تكثيف الجهود لإبرام أكبر قدر من الصفقات التي تضمن له عائدات مالية تضاف غلى أرصدته التي لم تتوقف عن النمو منذ تعيينه، وحسب تصريح لأكبر هوامير النفط، أحمد العيسي، الذي كان مقرباً من هادي، فإن معين قد يحصل مقابل صفقة بيع القطاع الرابع في شبوة على مليون دولار شهرياً.

وتستدعي السعودية قيادات الشرعية التابعة لها إلى الرياض، حيث ترتب لمؤتمر يُتوقع أن تصدر عنه قرارات ستطيح بالكثير من الموالين للتحالف، ليتم استبدالهم بوجوه جديدة تتناسب مع المرحلة، إذ لم يعد الموجودون ملائمين للتوجهات الجديدة التي تفرضها بوصلة المصالح السعودية، فيما يشبه هيكلة المجلس الرئاسي على غرار الإطاحة بهادي وطاقمه.

وكان القيادي في حزب الإصلاح عبدالله بن عبود الشريف، أشار في تدوينة على تويتر، إلى أن السعودية بصدد اتخاذ قرارات خلال المؤتمر الذي تحشد له في الرياض، تستهدف محافظة مارب، الأمر الذي يوحي بأن المحافظ العرادة قد يكون على رأس قائمة المرشحين للإطاحة بهم.

وفيما ترتب السعودية للتشريد بمن لم تعد بحاجة إليهم من مسئولي الشرعية، وتزيحهم عن طريق مرحلة جديدة تحدد معالمها معادلات تغيُّر موازين القوى التي فرضتها سلطات صنعاء؛ تحصد الفصائل الموالية للتحالف بعضها بعضاً في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الشرعية والتحالف، حيث يتم استنزاف قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، وقد نشر تنظيم القاعدة، الإثنين، صوراً وتسجيلات مرئية بشعة لعمليات إعدام مروعة تنفذها عناصره بحق مقاتلي قوات الحزام الأمني، إذ أشعلت النيران في ثلاثة منهم وهم أحياء.