تصعيد سعودي جديد ضد الانتقالي.. ما علاقة لقاءات صنعاء ؟

YNP / عرب جورنال / عبدالرزاق علي ـ
على رغم أن السعودية سمحت لعيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالعودة إلى مدينة عدن، بعد ستة أشهر من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه في أبوظبي بالإمارات، إلا أن الوضع عاد للتوتر مجددا بين الرياض والمجلس.

في هذا السياق، تشير مصادر خاصة إلى أن السعودية أبلغت المجلس الانتقالي الجنوبي، وبصورة مفاجئة، بأنه لا يمثل القضية الجنوبية، وأنها ستوقف الدعم الذي تقدمه له.
بالتزامن مع ذلك، استدعت السعودية قيادات جنوبية تنحدر من محافظات أبين وشبوة وحضرموت جنوب شرقي اليمن، إلى العاصمة الرياض، رغبة منها في إحياء فكرة تشكيل مكون جنوبي جديد، في مسعى لتقليص نفوذ الانتقالي. تشير المصادر إلى أن القيادات العسكرية والمدنية التي استدعتها السعودية من المعروفة بمعارضتها للانتقالي من أول يوم.
السعودية التي كانت قد بدأت هذا المسعى قبل أشهر، من خلال الدفع بقوات جديدة تحت مسمى (درع الوطن) إلى المحافظات الجنوبية الخاضعة للانتقالي، عادت خطوة إلى الخلف بعد التفاهم الأخير مع الانتقالي الذي عاد بموجبه عيدروس الزبيدي إلى عدن، لكن الوضع عاد إلى التوتر مجددا.
ربما يبدو التوتر الجديد غير مبرر، لأن المجلس الانتقالي التزم بشروط الرياض مقابل رفع الإقامة الجبرية عن الزبيدي، وفي مقدمة تلك الشروط تجميد التقدم باتجاه وادي حضرموت ومحافظة المهرة، غير أن هناك مستجدات قد تكون وراء عودة السعودية للتصعيد ضد المجلس الانتقالي، وليس لها علاقة مباشرة بالمجلس.

*الإمارات:
بالتزامن مع وصول وفد من المملكة العربية السعودية إلى العاصمة صنعاء للقاء قيادات من أنصار الله بهدف الاتفاق على خارطة طريق لإنهاء الحرب في اليمن، أكدت مصادر مطلعة أن الإمارات أبلغت جهات رسمية في صنعاء رغبتها بسحب قواتها من عدد من المحافظات اليمنية. وبالفعل اتخذت خطوات عملية في هذا السياق وسحبت قوات من عدة مناطق.
ربما جاءت هذه الخطوات في سياق تسابق البلدين على كسب ود صنعاء، وأيضا في سياق الصراع الخفي بينهما، غير أن السعودية رأت فيها إضعافا لموقفها في مفاوضات صنعاء التي لم يكن لأبوظبي محل من الإعراب فيها. من هنا جاء الرد السعودي سريعا من خلال الانتقالي الذي يعد أهم أدوات الإمارات في اليمن.
من غير المستبعد أن تتخذ السعودية إجراءات عملية جديدة ضد الانتقالي خلال الأيام المقبلة في المحافظات الجنوبية، وقد تكون أكثر جدية، خصوصا وأنها قد أسست لذلك إبان التوتر السابق بين الطرفين، من خلال الدفع بقوات جديدة، وتقريب ألوية العمالقة ذات التوجه السلفي، والتواصل مع قيادات جنوبية مؤثرة ولها شعبية.
وأيا كان ما سيحدث خلال قام الأيام في المحافظات اليمنية الجنوبية، يشير هذا الأمر إلى حجم الخلاف بين السعودية والإمارات والذي يمكن ملاحظته عند كل قضية وكل مستجد.