ما هو الموقف الحقيقي للسعودية من وحدة اليمن ؟

YNP / عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ  

أثارت الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن في الآونة الأخيرة تساؤلا عن الموقف الحقيقي للمملكة العربية السعودية من وحدة اليمن.

فعلى رغم أن السعودية غضت الطرف عن سيطرة المجلس الانتقالي على محافظتي أبين وشبوة جنوبا، إلا أنها حالت دون تقدمه إلى وادي حضرموت ومحافظة المهرة شرقا.

إلى جانب ذلك، توتر الوضع بين المجلس وبين السعودية بشكل غير مسبوق، قد وتجلى في ذلك فرض الرياض الإقامة الجبرية على عيدروس الزبيدي لمدة ستة أشهر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل أن تسمح له بالعودة وفق شروط غير معلنة تتعلق بالجزء الشرقي من اليمن.

من جانبهم، حرص الناشطون والإعلاميون السعودية جعل وحدة اليمن محور هجومهم على الانتقالي الجنوبي، معلوم أن هؤلاء يعكسون، تماما، الموقف الرسمي لبلادهم، لكن هل هذا هو الموقف الرسمي للسعودية فعلا من الوحدة اليمنية.

 

ضد الانتقالي والإمارات

بعيدا عن المواقف التاريخية للمملكة العربية السعودية، والتي لم تكن مع وحدة اليمن يوما، يمكن مناقشة تفاعل السعودية مع الأحداث الأخيرة في المحافظات الشرقية والجنوبية، والتي بدا من موقف المملكة أنها ضد مشروع الانفصال.

والحقيقة أن السعودية ضد الانتقالي والإمارات وليست مع وحدة اليمن، بدليل أن الخلافات بدأت وأخذت في التطور بعد إصرار المجلس الانتقالي على ضمن محافظتي حضرموت والمهرة إلى جغرافيا سيطرته.

أما قبل الخلافات، فقد ساهمت السعودية بتثبيت الانتقالي في محافظتي أبين وشبوة بعد طرده للقوات المحسوبة على حزب الإصلاح منها، رغم أن تلك القوات كانت تتلقى الدعم منها.

في هذا السياق، أصدر هادي، وبتوجيهات سعودية، قرارا بإقالة محافظ شبوةن محمد صالح بن عديو المحسوب على الإصلاح، وتعيين آخر محسوب على الانتقالي هو الشيخ عوض بن الوزير العولقي.

وعلى ما يبدو، فقد كانت السعودية تعتقد أن الانتقالي لن يتحدى رغبتها في التقدم نحو حضرموت والمهرة، إلا أن هذا ما حصل بالفعل، وهنا شعرت السعودية أن الإمارات هي من تدفع المجلس إلى ذلك، لتتمكن من التحرك في مناطق النفوذ السعودية، لهذا تعاملت مع هذه الخطوة بصرامة.

من ضمن الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد الانتقالي، إرسال قوات يمنتمي جل أفرادها للفصائل السلفية إلى مناطق سيطرته، إضافة استمالة ألوية العمالقة التي شكلتها ودعمتها الإمارات، عدا عن السعي لتشكيل مكون جنوبي ودعمه ليكون الممثل الرئيسي للقضية الجنوبية، ومؤخرا، وجهت السعودية عددا من المكونات الجنوبية برفض اللقاء الذي دعاء إليه المجلس.

 

أكثر من انفصال:

من خلال ما تقدم يمكن القول إن السعودية ليست فقط ضد وحدة اليمن، وإنما أيضا ضد يمن من شطرين في الشمال والجنوب، فعلى إثر فشلها في السيطرة على الشمال بعد ثمان سنوات من الحرب، تعاملت معه كشطر منفصل، وبدأت العمل جنوبا وشرقا. لا مشكلة لدى السعودية أن يسيطر الانتقالي على المحافظات الجنوبية، بل لا مشكلة لديها أن يقيم دولته عليها، إن كان سيتوقف عندها ولن يتقدم شرقا باتجاه حضرموت والمهرة.

كما حرصت السعودية أخيرا على إثارة نزعة حضرمية في مواجهة نزعة الانتقالي الجنوبية، وبدأ كثير من المكونات الحضرمية ترفض المجلس الانتقالي انطلاقا من حقها في السيطرة على محافظتها وإدارتها، وليس لأن مشروع المجلس انفصالي. وبالعودة إلى البيانات التي صدرت خلال الآونة الأخيرة يمكن ملاحظة هذا بشكل واضح.

وإذا كان وجود يمن من شطرين يتناقض مع أهداف ومشروع المملكة العربية السعودية في المحافظات الشرقية (حضرموت والمهرة)، فمن باب أولى وجود يمن موحد، ما يعني أن السعودية التي لم تكن يوما مع وحدة اليمن، لن تكون حاليا ولا مستقبلا معه.