ما وراء غياب التأكيد على " الوحدة اليمنية " من أخبار الوكالة التابعة لحكومة المنفى ؟

YNP / عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ
لم يعد التأكيد على وحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه يذكر في أخبار الوكالة الرسمية التابعة لحكومة المنفى، رغم أن فريق الوكالة يعمل حقيقة من المملكة العربية السعودية.

في الآونة الاخيرة اختفت الفقرة المتعلقة بالوحدة من أخبار وبيانات كانت تُذكر ضمنها على الدوام، وذلك بالتزامن مع تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ومن السعودية أيضا.
على سبيل المثال، لاحظنا حذف الفقرة المذكورة من من بيانات لقاء رئيس مجلس القيادة المشكل سعوديا، بكل من أمين عام مجلس التعاون الخليجي، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.
لم يتوقف الأمر عند الوكالة الرسمية، فقد تم حذف الفقرة، ولأول مرة، من البيان النهائي للقمة العربية، التي عقدت قبل أيام في جدة السعودية.
هذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات، خصوصا وأنه تزامن مع مخاطر غير مسبوقة تحدق بوحدة اليمن.

ـ مراضاة للانتقالي؟:
ومع أن كثيرين يعتقدون أن للأمر علاقة بحرص مجلس العليمي على عدم إثارة حساسية المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال التأكيد على الوحدة اليمنية، إلا أن هذا بعيد، لأنه يتعلق بأهم ثابت وطني.
وعلى افتراض أن ذلك صحيح، لماذا حُذفت الفقرة المتعلقة بالوحدة من البيان الختامي لقمة جدة في السعودية، لاسيما وأن القمة عُقدت في ظل تصعيد إعلامي غير مسبوق بين السعودية والانتقالي؟.

ـ جزء من مشروع التفتييت:
من المهم الإشارة إلى أن هذا التصرف جاء متسقا مع التطورات التي تشهدها المحافظات الجنوبية في الآونة الأخيرة، وخصوصا محافظة حضرموت. ما يعني أن مجلس العليمي الذي شكلته السعودية بات جزءا من مشروع دولي لتفتتيت اليمن وتقسيمه. كما يعني أيضا أنه لا فرق بين الموقف السعودي والإماراتي من وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وإن وجد فرق فسيكون حول طبيعة التقسيم وتقاسم النفوذ.
إلى جانب ذلك، يكشف هذا التخلي عن أهم ثابت وطني عن جزء من أهداف السعودية من وراء تشكيل ما يُسمى "مجلس القيادة الرئاسي". بالعودة إلى الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية منذ تشكيله، سنجد دعاة الانفصال هم المستفيد الأبرز أو الوحيد منها. حتى القوات التي كانت محسوبة على حزب الإصلاح، تركتها الرياض لقمة سائغة للمجلس الانتقالي في محافظتي حضرموت وشبوة، وقريبا وادي حضرموت. كان عيدروس الزبيدي، قد أكد في خطاب سابق، على أن حربه ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظتين حظيت بدعم كبير من قبل الإمارات والسعودية
على رغم سوء الفار عبد ربه منصور هادي، إلا أن السعودية ـ على ما يبدو ـ وجدت أنها لن تنجح في تمرير التقسيم من خلاله، فلجأت إلى إقالته وتشكيل مجلس القيادة برئاسة "رجل الإحداثيات" رشاد العليمي المتماهي كليةً مع مشروع الانتقالي وداعميه.