الرئاسي يعلق قرار نقل البنوك من صنعاء .. هل أذعنت السعودية لتهديدات الحوثي ؟

YNP /  إبراهيم القانص -

تفاجئ صنعاء محيطها العربي والعالم بالمزيد من الخطوات القوية والذكية والمواقف الثابتة، سواء في حربها مع التحالف الذي تقوده السعودية، أو في عمليات الإسناد التي تنفذها قواتها البحرية والصاروخية والجوية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والسفن الأمريكية والبريطانية، ورغم أن دول التحالف وعلى رأسها السعودية ترمي بكل ثقلها لوقف عمليات قوات صنعاء البحرية وبدفع متواصل من الولايات المتحدة، إلا أنها قالت كلمتها وقارعت الجميع، وكما يبدو فهي في طريقها إلى وضع حد للتصعيد الاقتصادي ضد بنوكها، والمتمثل بقرارات البنك المركزي بعدن بنقل البنوك من صنعاء بضوء أخضر من السعودية.

الخطاب الأخير لقائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، الذي ألقاه الخميس الفائت بشأن مستجدات الأوضاع، تضمن تحذيرات هي الأقوى والأشد صرامة، وضع خلالها السعودية في صورة ما يمكن أن تصبح عليه وأن تخسره إذا ما ظلت منساقة خلف ما تسميه الضغوط الأمريكية، مشدداً على أن ما تسميه الرياض ضغوطات تقف خلف تصعيدها الاقتصادي ضد صنعاء تبعاً للرغبات الأمريكية ليس مبرراً للتضييق على اليمنيين في معيشتهم، مؤكداً في الوقت نفسه أنهم على استعداد تام للتصدي لهذا التصعيد.

 

وفيما دعا الحوثي أنصاره للاحتشاد في الساحات لإسماع السعودية والولايات المتحدة صوت رفضهم للتصعيد الاقتصادي ضد صنعاء واستعدادهم للمواجهة وتأديب السعودية، واستحالة ثنيهم عن موقفهم المساند لغزة، فقد اكتظت الساحات- خصوصاً ميدان السبعين في العاصمة صنعاء- مفوضين قائد أنصار الله وقوات صنعاء باتخاذ الخطوات الكفيلة بوضع حد للتصعيد الأمريكي السعودي، وهو ما يعني تأييداً شعبياً كبيراً لبدء عمليات عسكرية ضد السعودية. 

 

تهديدات الحوثي والتأييد الشعبي الذي أسندها أتى بالنتيجة المطلوبة، فقد استدعت الرياض محافظ البنك المركزي بعدن وألزمته تعليق قراراته ضد بنوك صنعاء- وهو ما لا يستطيع رفضه، حاله في ذلك حال مجلس القيادة الرئاسي والحكومة- ولم تكن تصريحات المسؤولين وأحاديث الناشطين عن ضغوط يتعرض لها المحافظ للتراجع عن قراراته الأخيرة إلا محاولة للتغطية على حقيقة أنهم لا يملكون من قراراتهم شيئاً، فكل خطوة يخطونها لا تتم إلا بتوجيه وأوامر سعودية.

 

وبين نفي مسؤول في البنك المركزي بعدن وجود أي ضغوط خارجية على المحافظ المعبقي للتراجع عن قراراته، ووصف الأخبار المتداولة بهذا الشأن بأنها ضمن حرب إعلامية يشنها الحوثيون، وبين مصادر حكومية تؤكد أن "المبعوث الأممي يضغط بقوة، ويتحجج بأن إجراءات بنك عدن تضر بالمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين"، وبين ناشطين يؤكدون رواية تلك الضغوطات، للتخفيف من الحرج الذي يلف مجلس القيادة والحكومة كونهم مجرد تابعين للرياض، تظل الحقيقة حسب معطيات الواقع بأن صنعاء نجحت، ولا تزال تتقدم بخطوات أكثر قوة وثقة في كل ما تتخذه وتسلكه من طرق المواجهة.

 

القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان، الذي يعد حزبها شريكاً في حكومة الشرعية، أكدت أن المجلس الرئاسي- عقب تهديدات الحوثي- اجتمع وأقر تعليق قرارات مركزي عدن ضد بنوك صنعاء.

 

كرمان أكدت تراجع مركزي عدن عن قراراته بأوامر من الجهة نفسها التي أمرته باتخاذ القرارات، ووصفت المجلس الرئاسي والحكومة بأنهم عبيد للسعودية، مشيرةً إلى أن الرياض ستذعن لتهديدات صنعاء.

 

وقالت كرمان في منشور على فيسبوك: "قلت لكم سابقاً.. سيهدد الحوثي السعودية وهي ستدعس عبيدها وتأمرهم، وهذا ما حدث بالضبط وسيحدث دائماً، طالما أطواق قيادتكم بيد السعودية".