بحلول الذكرى الـ32 للوحدة اليمنية ..  الإمارات تستغل شتات اليمنيين لتوسيع دائرة التمدد "بحرياً"

YNP -   إبراهيم القانص :

استغلت دول التحالف الأخطاء الاستراتيجية التي حدثت أثناء إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، والتي جعلت اليمن يعيش حالة من الضعف المتمثل في هشاشة الوضع الاقتصادي وأيضاً فتح المجال للوصاية الخارجية التي أفضت إلى التدخل في غالبية شئون البلاد الداخلية ومواقفها فيما يخص السياسة الخارجية،

ولو لم يتم تغييب الملف الاقتصادي أثناء وبعد تحقيق الوحدة لكانت فرصة تاريخية للخروج من عباءة التبعية الاقتصادية التي حرصت قوى إقليمية وعالمية على إبقاء اليمن سوقاً استهلاكية لدول الجوار، وفناءً خلفياً لسياساتها الإلغائية التي لا ولم تخدم سوى أطماعها التوسعية في اليمن وغيره من بلدان المنطقة العربية. 

وأكثر ما استغلته دول التحالف- في مُقَدَّمِها الإمارات والسعودية- هو شعور الشارع الجنوبي بالظلم، خصوصاً بعد حرب صيف 94م، التي حولت الإنجاز التاريخي إلى مكسب شخصي لقوى النظام السابق التي استفردت بالثروة والحكم، وحرمت أبناء الجنوب من المساواة في الفرص والحكم والثروة، وظلت قوى النفوذ تتعامل مع متطلبات الجنوب بلا مبالاة وصلت حد احتقانه ووصوله إلى درجة قصوى من السخط، وهو الأمر الذي شكل فرصة كبيرة لدول التحالف التي بدأت عملياتها العسكرية على اليمن عام 2015م، مستغلة ذلك الوضع لتحقيق هدفها القديم الجديد المتمثل في تفتيت النسيج اليمني، وتعميق الفُرقة والشتات بين أبناء اليمن، وهو ما دأبت عليه طيلة سنوات الحرب السبع، ولا تزال تعمل على توسيع دوائره بشكل متصاعد يجعل فرصها أكبر في التمدد في طول وعرض الجغرافيا اليمنية، خصوصاً في مناطق الثروة والمواقع الاستراتيجية التي تحظى بأهمية عالمية على مستوى البر والبحر، فدول التحالف تدرك تماماً أن مهمتها التوسعية تكون أسهل كلما ظل اليمنيون رهن الشتات والتمزُّق التي تكرس كل قدراتها وإمكاناتها من أجل استمرار وتوسيع تلك الوضعية الخاطئة.

 

وفي الذكرى الثانية والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية، تكثف الإمارات جهودها ومساعيها لاستغلال حالة الفُرقة التي عمقتها بين اليمنيين، بتوسيع تمددها في المناطق التي تسيطر عليها، والتي كان أحدثها وصول سفينة شحن إماراتية إلى الساحل الغربي، تحمل معدات وأجهزة وآليات عسكرية، تعزز بها سيطرتها على ميناء المخا بالتزامن مع انتشار القوات البحرية المشتركة من 32 دولة تقودها الولايات المتحدة ويشارك فيها الكيان الإسرائيلي، ضمن خطط يتم الشروع في تنفيذها لإحكام السيطرة على مضيق باب المندب، أهم الممرات المائية العالمية، وحسب مصادر متطابقة يأتي ذلك بالتزامن مع استحداث التشكيلات العسكرية التابعة للإمارات مدرجات عسكرية بينها مخازن للأسلحة بالقرب من ميناء المخا الاستراتيجي.

 

وحسب منصة التحقيقات العربية "إيكاد"، فإن هناك استحداثات عسكرية إماراتية في السواحل الغربية لليمن، حيث عرضت صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية، أظهرت استحداثات هي عبارة عن أعمال إنشائية لبناء مطار عسكري بطول نحو 2.5 كيلو متر، ويرتبط بطريقين رئيسيين، أحدهما يصل لمدخل الميناء، والآخر يتصل بلسان الميناء البحري، حيث تستقبل البضائع والعتاد العسكري على متن السفن الإماراتية، وفي الوقت نفسه يتم رصد حركة كبيرة ومتواصلة للسفن الإماراتية في جزر أرخبيل سقطرى، ولا تتوقف السعودية عن حشد قواتها إلى محافظة المهرة التي أصبحت أشبه بثكنة عسكرية لقوات الرياض وقوات متعددة الجنسيات تتوافد تباعاً إلى المهرة، في ظل تكريس وتعميق النزاعات البينية التي تمزق اليمنيين وتشغلهم عن المخطط الأكبر الذي يصادر سيادة واستقلال وثروات بلادهم، تحت عنوان تحالف يمارس عليهم كل أنواع التضليل والتزييف لتغطية أهدافه الحقيقية التي ظهرت جلياً في تمدده المستمر مسيطراً على مناطق الثروة والمواقع الاستراتيجية بما فيها الموانئ والجزر.