بعد 58 عاماً على طرد بريطانيا من عدن.. التحالف يسلّم الجنوب لاحتلال متعدد الجنسيات

YNP- إبراهيم القانص :
ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م، كانت من أهم الثورات التي قامت خلال تلك الحقبة الزمنية، حرر فيها الثوار اليمنيون محافظات الوطن الجنوبية من الاحتلال البريطاني الذي ظل ينتهك السيادة اليمنية وينهب الثروات على مدى أكثر من 120 عاماً،

وحين قرر اليمنيون التحرر من الاحتلال البريطاني واستعادة السيادة الوطنية المنتهكة، أرخصوا دماءهم وأرواحهم في سبيل ذلك الهدف والغاية الأسمى، حتى تمكنوا من طرد القوات البريطانية وإنهاء الاحتلال في 14 أكتوبر 1963م، وبعد 58 عاماً من الثورة المجيدة التي قهرت أكبر إمبراطورية استعمارية على مستوى العالم، عادت قوى إقليمية وعالمية للتآمر على الثورة وإفراغها من مضامينها التحررية، على شكل تحالف تقوده السعودية والإمارات بدأ عمليات عسكرية في 2015م، ومنذ ذلك الحين وعلى مدى سبع سنوات والتحالف يعمد إلى تكريس احتلال جديد للمحافظات الجنوبية، لكنه هذه المرة احتلال متعدد الجنسيات.

منذ سيطر التحالف على المحافظات الجنوبية قبل سبع سنوات، كثف تواجداً عسكرياً، مكنه من بسط نفوذه وإحكام سيطرته على منافذها البرية والبحرية والجوية، وسيطر على منابع الثروة واستحوذ على كل موارد تلك المحافظات، في وقت أحدث انهياراً اقتصادياً أوصل المواطنين في تلك المناطق التي يطلق عليها صفة "المحررة" إلى مجاعة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، بينما ثرواتهم تصادر إلى بنوكه وجيوب أدواته المحلية.

لم يتوقف التحالف عند السيطرة على منافذ ومواقع المحافظات الجنوبية الاستراتيجية، بل شرع في التنسيق لقوى عالمية طامعة في الثروات والمواقع المهمة، لجلبها إلى تلك المحافظات بأعداد من قواتها وتجهيزاتها العسكرية والاستخباراتية، فأرخبيل سقطرى أصبح مستباحاً من القوات الإماراتية التي بدورها جلبت جنوداً وضباطاً إسرائيليين على هيئة سياح، وفتحت أمامهم الطريق لجلب معداتهم العسكرية لإنشاء مواقع استخباراتية في عدد من جزر الأرخبيل، ومثلها القوات السعودية التي تنتشر بكثافة في محافظة المهرة، وتتخذ من مطار الغيضة مقراً لها، وتسيطر على المنافذ البرية، فقد جلبت بدورها قوات بريطانية أصبحت تنتشر في عدد من مواقع المحافظة بالإضافة إلى قوات أمريكية.

أما أحدث احتفاء بالذكرى الثامنة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي طردت المحتل البريطاني، فهو انتشار أعداد من قوات المارينز الأمريكية في شوارع مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت، الساحل.

القوات الأمريكية ظهرت في شوارع غيل باوزير على متن مدرعات، وترافقهم كلاب بوليسية، وحسب مصادر محلية فقد تمركزت قوات المارينز الأمريكي في مركز مدينة الغيل، حول المستشفى العام، وشرعت في تفتيش سيارات المواطنين، بمبرر تأمين زيارة وفد من منظمة الصحة العالمية إلى المدينة، وبحُجة ملاحقة عناصر إرهابية كانت القوات الأمريكية نفذت إنزالاً عسكرياً خلال الأشهر الماضية في محافظة حضرموت.