ابعاد قرار الجنايات الدولية ملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي

خاص -  YNP..

مع أن قرار  محكمة الجنايات الدولية بشان جرائم الإبادة في غزة جاء متأخرا، وفق توصيف القوى الفلسطينية، ويتضمن محاولات "لمساواة الجلاد بالضحية"  بشموله على قيادات في المقاومة الا انه وقع على الاحتلال وحلفائه  كالصاعقة ، فما ابعاد القرار الجديد على الحرب الكونية على غزة؟


القرار الجديد لا يشمل إسرائيل ككيان بل يقتصر على تسمية شخصيات  وعلى راسها رئيس الحكومة  بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه اولاف غالانت، وهذا يعني بان الملاحقة ستقتصر على تلك الشخصيات التي تدير الحرب ويحملها كامل المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال على مدى الثمانية  الأشهر الماضية. وبغض النظر عن موقف وزير الدفاع الذي لم يعلق حتى اللحظة على القرار ، بدأ نتنياهو اكثر قلق واكتئاب من الخطوة الدولية فهي لا تقضى على مستقبلها السياسي داخل إسرائيل بل تضعه امام خيارين لا ثالث لهما ام الاعتكاف بالأراضي المحتلة أو مواجهة الاعتقال خارج الحدود.  

وخلافا لنتنياهو الذي يحاول توفير التفاف داخلي حوله عبر جمع توقيعات من الكنيست لإدانة القرار وتشكيل غرفة عمليات بالخارجية لمواجهة القرار الجديد ، بدأ الرعب يدب في صفوف القيادة الإسرائيليين بمن في ذلك زعيم المعارضة وأعضاء مجلس الحرب الإسرائيلية والذين يخشون ان تتسع  قائمة الملاحقة لتشملهم وتعيق  الحرب على غزة ..

على الصعيد الخارجية ، يبدو القلق واضحا على الولايات المتحدة التي القت بكل مؤسساتها لمهاجمة القرار  وهي بذلك لا تخشى ان يؤدي القرار إلى تحجيم نقل الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي هزيمته عسكريا، بل تخاف ان تطال قائمة الملاحقة قيادات أمريكية تورطت بالحرب وعلى راسها الرئيس الأمريكي ووزيرا خارجيته ودفاعه اللذان ظلا  يبرران الحرب ويسوقون للإبادة. 

قد يكون  قرار الجنايات الدولية محدود حتى اللحظة لكنه قد يفتح افاق لقرارات جديدة ويشجع محاكم أخرى على تبني قرارات قوية خصوصا محكمة العدل الدولية التي تنظر حاليا في طلب جديد من جنوب افريقيا  مدعوم بدول أخرى بشان التصعيد الإسرائيلي في رفح وجرائم الإبادة بغزة.