الانتقالي وتحالف البحر الأحمر.. خطوة غير محسوبة وباهظة الكلفة

YNP / عرب جورنال -  

على رغم أن حكومة عدن الموالية للسعودية نفت اعتزامها المشاركة في التحالف الدولي الذي دعت إليه أمريكا بذريعة حماية البحر الأحمر، إلا أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أكد أن ما وصفها بـ"القوات المسلحة" ستشارك.

فبعد يومين من النفي، أكد عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة المشكل سعوديا، ورئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، أن القوات المسلحة مع المجتمع الدولي في حماية خطوط الملاحة البحرية.

الزبيدي أوضح أن "القوات المسلحة" ستقف مع المجتمع الدولي في تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

على مستوى التحركات، قام الزبيدي، يوم أمس الاثنين، بزيارة لجزيرة ميون التي تعد أهم جزيرة في مضيق باب المندب. نشرت وسائل إعلام الانتقالي صورا لزوارق ترفع علم الانفصال وهي تجوب الجزيرة وعليها مسلحون.

تصريحات وتحركات رئيس الانتقالي الأخيرة تأتي في ظل انقسام سعودي ـ إماراتي حول المشاركة في التحالف الذي تعتزم أمريكا تشكيله لحماية سفن إسرائيل في البحر الأحمر.

في وقت سابق، كشفت وسائل إعلام روسية عن مساعٍ للإمارات والولايات المتحدة لتسليح الفصائل المدعومة من أبو ظبي في اليمن (الانتقالي وطارق صالح) لمواجهة عمليات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.

صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، قالت في تقرير لها، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تجهز المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح بالأسلحة، للمساعدة في وقف تحركات الحوثيين في مضيق باب المندب.

 

ـ فرصة:

من المهم الإشارة هنا إلى أن العلاقة بين الانتقالي والسعودية شهدت توترا غير مسبوق خلال الفترة الماضية، وذلك بعد دفع الرياض بقوات إلى المناطق التي يسيطر عليها المجلس، في مسعى لتقليص نفوذه لصالح تشكيلات أخرى.

الخطوات السعودية جاءت في الأساس لتحجيم النفوذ الإماراتي في اليمن، بعد إيعاز أبوظبي للانتقالي بالتمدد عسكريا باتجاه المحافظات اليمنية الشرقية التي تعتبرها الرياض مناطق نفوذ لها.

وفي محاولة للحيلولة دون خطوات الانتقالي العسكرية شرقا، شكلت السعودية أيضا ما عرف باسم "مجلس حضرموت الوطني"، وسط أنباء عن اعتزامها تشكيل فصيل عسكري تابع له.

وعلى ما يبدو فإن المجلس الانتقالي، وفي ظل شحة خيارات التعامل مع خطوات السعودية، وجد في الدعوة الأمريكية الأخيرة فرصة لتجاوز تلك الخطوات. يقدم الانتقالي نفسه حاليا كفصيل يمكن الاعتماد عليه في أية مهام تتعلق بالبحر الأحمر. ولا شك أن حصول الانتقالي على دعم أمريكي، سيقلّل بشكل كبير من تأثير الموقف السعودي ضده. لكن الانتقالي يضع نفسه هنا في خدمة الصهاينة، ويسيء للقضية الجنوبية. ومن المؤكد أن المجلس سيفقد ما لديه من شعبية، لتجاوزه الموقف الشعبي اليمني المؤيد للقضية الفلسطينية. من المهم التذكير هنا بالتظاهرات الشعبية التي خرجت في المحافظات الجنوبية، بما فيها تلك التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي، كالضالع وشبوة وأبين وغيرها.

  • عبدالرزاق علي