لماذا اعتذرت أميرة سعودية لحاخام يهودي ؟

YNP /  إبراهيم القانص - 
من جديد تسقط السعودية وتفقد ما تبقى- في نظر البعض- من مكانتها ورمزيتها الدينية، فبعد التقليل من شأن المقدسات الإسلامية الأكثر قداسة لدى المسلمين- الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة- والإساءة إليهما وفق سياسات الحاكم الفعلي للمملكة ولي العهد محمد بن سلمان، المبنية على أسس الانفتاح الديني،

قدمت السعودية اعتذاراً رسمياً لحاخام يهودي، ألغى زيارة رسمية للمملكة لمجرد أنه طُلب منه خلع غطاء الرأس اليهودي التقليدي المسمى "الكيباه"، وذلك خلال زيارة لمدينة الدرعية التاريخية، واعتبر ذلك مخالفة دينية لا يمكنه الامتثال لها كونه يهودياً ملتزماً، لكن السلطات السعودية سعت السلطات جاهدة لإرضائه، متنازلة عن كل قيمها الدينية ورمزيتها التي استغرقت عقوداً لتحظى بها.

وتفاصيل هذه الحادثة المخجلة تمثلت- حسبما نقلتها وسائل إعلام متعددة- في إصدار السفارة السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن، خلال الأسبوع الماضي، بياناً ردت فيه على إعلان اللجنة الأمريكية للحرية الدينية حول العالم، قطع وفدها زيارته الرسمية إلى السعودية بعد أن طلب المسؤولون السعوديون من رئيس اللجنة خلع غطاء الرأس اليهودي (الكيباه).

وذكر بيان اللجنة الأمريكية، التي تُعدّ هيئة استشارية، مستقلة عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوفد "كان في زيارة رسمية إلى مدينة الدرعية التاريخية، والموقع الذي أدرجته منظمة اليونسكو في لائحة التراث العالمي، عندما طلب مسؤولون سعوديون من رئيس اللجنة، الحاخام أبراهام كوبر، خلع (الكيباه)".

البيان أشار إلى أن "الحكومة السعودية دعت الوفد إلى تلك الزيارة بعد موافقة وزارة الخارجية السعودية عليها"، وأضاف البيان، أن موظفي السفارة الأمريكية المرافقين للوفد "حاولوا نقل رفض كوبر المهذب ولكن الحازم"، لكن مسؤولي الموقع رافقوا الوفد إلى الخارج، بعد أن أشار كوبر"إلى أنه لا يسعى إلى أي مواجهة أو استفزاز، ولكن باعتباره يهودياً ملتزماً لا يمكنه الامتثال للطلب"، والذي قال إنه "لا ينبغي حرمان أحد من الوصول إلى موقع أثري، لمجرد كونه يهودياً".

نائب رئيس اللجنة، القس فريدريك ديفي، شكك في التوجهات السعودية الداعية إلى الحريات الدينية، مؤكداً أن المملكة لا يزال أمامها الكثير من العمل للتخلص من بقايا القيم الدينية، وقال في البيان إن "طلب المسؤولين السعوديين من رئيس اللجنة كان مذهلاً ومؤلماً، ويتناقض بشكل مباشر ليس فقط مع الرواية الرسمية للحكومة عن التغيير، ولكن أيضاً مع الإشارات الحقيقية على وجود قدر أكبر من الحرية الدينية في المملكة"، مضيفاً: "بينما نقدر الاجتماعات المختلفة التي عقدناها مع المسؤولين في وزارتي الخارجية والداخلية ولجنة حقوق الإنسان وجهات أخرى، فإن هذا الحادث المؤسف يوضح بشكل صارخ أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين على المملكة القيام به لتتماشى مع الحماية القانونية الدولية التي تضمن هذا الحق الأساسي".

السفارة السعودية في واشنطن، وصفت الحادث بـ"المؤسف" وأوصلته إلى القيادات العليا، وقالت في بيان لم تتأخر في إصداره، إن "هذا الحادث المؤسف كان نتيجة سوء فهم للبروتوكولات الداخلية، وتم تصعيد الأمر إلى كبار المسؤولين".

الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، اعتذرت للحاخام اليهودي، وأعربت عن أملها في أن تحظى بلادها بزيارة الحاخام مرة أخرى، وقالت السفارة في بيانها إن الأميرة ريما "أتيحت لها فرصة التحدث مع الحاخام، وتم حل الأمر"، مضيفةً: "لكننا نحترم قراره بعدم مواصلة الجولة، ونتطلع إلى الترحيب به مرة أخرى في المملكة".