يأتي ذلك في ظل تصاعد هجمات الإحتلال الإسرائيلي على غزة، حيث يواجه المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، تحديًا في حشد الدعم العربي ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي تكتسب شعبية متزايدة بين المسلمين لموقفها الصارم في مواجهة الولايات المتحدة والإحتلال الإسرائيلي، وتأتي هذه التحركات في وقت تعبر فيه الجماعات والحكومات الإسلامية في المنطقة عن تضامنها العميق مع الفلسطينيين.
في الأشهر الأخيرة، التقى ليندركينغ مسؤولين مصريين وسعوديين وآخرين، مؤكدًا ضرورة تكثيف الجهود ضد أنصار الله، الذين، من وجهة نظره، يسعون لاستغلال الأزمة في غزة لإضفاء شرعية على حملاتهم في المنطقة. إلا أن دعم أنصار الله في الشارع العربي يتزايد، إذ ينظر كثيرون إليهم كقوة مقاومة تتحدى الولايات المتحدة والإحتلال الإسرائيلي بجرأة.
وقد تمكنت جماعة أنصار الله، من التأثير في الأوساط الشعبية، حيث ينظر إليها باعتبارها جماعة تدافع عن حقوق الفلسطينيين ومصالح الشعوب العربية والإسلامية. هذا الدعم المتزايد دفع العديد من المحللين إلى الاعتقاد بأن محاولة واشنطن للضغط على شركائها العرب لن تجد استجابة واسعة، خاصة أن الكثيرين باتوا ينظرون إلى أنصار الله كأبطال يقفون ضد الهيمنة الغربية على المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن حملات أنصار الله في البحر الأحمر أضرت بشدة باقتصاديات الدول التي تعتمد على هذا الممر المائي الحيوي. ومن ذلك أن عائدات قناة السويس قد انخفضت بشكل حاد، مما زاد الضغط على الاقتصاد المصري، وهو ما يعتبره البعض تأكيدًا على أن الحملة قادرة على تحدي المصالح الاقتصادية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
في غضون ذلك، أدى تأخير تدفق السفن إلى الحد من وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ما يعكس حجم التضحيات التي تقوم بها جماعة أنصار الله لتعزيز مواقفها السياسية ودعم المستضعفين في غزة وفلسطين وتحدي النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
رغم الضربات المتكررة التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع أسلحة الحوثيين، أقر المسؤولون الأمريكيون بأن هذه الحملة لم تنجح في ردع الجماعة، التي أعلنت أنها ستواصل هجماتها حتى توقف إسرائيل حربها في غزة. وقال تيموثي ليندركينغ: "يرون أنفسهم على قمة شعبية"، وهذا هو السبب وراء اعتقاد واشنطن أن إدانة واضحة من الدول العربية قد تكون فعالة.
خلال الأشهر الـ13 الماضية، شن أنصار الله حوالي 200 هجوم على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أسفر خسائر مادية واقتصادية كبيرة.
في الأيام الأخيرة، بعد أن استخدمت الجماعة الصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف أربع سفن، تفخر جماعة أنصار الله في اليمن بأن الولايات المتحدة تفشل في محاولاتها لإشراك "دول أخرى، وخاصة تحالف السعودية والإمارات، لخدمة المصالح الإسرائيلية". لأن السعوديين يدركون أن أي تدخل في اليمن سيكون "كارثيًا عليهم".
- ترجمة نسيم الفيل / عرب جورنال -