ففي حين اقتصر حديث الولايات المتحدة على الصواريخ والطائرات المسيرة كأهداف للعمليات الجوية، نفذت قوات صنعاء عمليات بحرية بغواصات حربية. سبق لقوات صنعاء أن استخدمت أيضا زوارق مسيرة في عملياتها البحرية.
يوم أمس تحدثت القيادة المركزية الأمريكية عن إحباط هجوم لقوات صنعاء بسفينة تحت الماء (غواصة غير مأهولة)، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها صنعاء لهذه المركبة منذ بدء الهجمات في أكتوبر الماضي.
القيادة المركزية أكدت وجود نشاط جديد لجماعة "أنصار الله" اليمنية في البحر الأحمر، مشيرة إلى استخدمها السفن المسيرة، لأول مرة.
ورصدت سفينة عسكرية أمريكية، سفينة مسيرة وأطلقت النار عليها، وأكدت الولايات المتحدة أن هذه المرة الأولى التي تضطر فيها السفينة العسكرية للرد على سفينة مسيرة انتحارية، حسب المجلة العسكرية "فوينيو أوبوزريني".
لم يقتصر الأمر على الأدوات الهجومية، فطبيعة المعركة في البحر الأحمر أصابت الأمريكان بالذهول، إلى درجة أن بعض المسئولين الأمريكيين استدعوا الحرب العالمية الثانية لوصف ما يجري.
وفق مسئول أمريكي، فإن "خوض البحرية الأمريكية المعركة بهذه الوتيرة لمدة شهرين، يعيدنا للحرب العالمية الثانية".
وأكد المسئول في البحرية الأمريكية أن "أنصار الله" هم الكيان الأول في تاريخ العالم الذي استخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن على الإطلاق.
ويبدو أن الجرأة في الهجوم كانت أكثر ما فاجأ الأمريكيين، فلم يسجل التاريخ أن تعرضت السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية لمثل هذه الهجمات في البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية.
باستدعاء أقرب نموذج عملي، أسفر الهجوم الذي استهدف سفينة بريطانية في خليج عدن اليوم الإثنين، 19 شباط، 2024، عن تدميرها ومن ثم غرقها. تحدثت المصادر عن هجوم جديد على سفينة أمريكية في خليج عدن أيضا.
مع أن هذه الهجمات ليست غريبة، لأنها باتت تحدث بشكل يومي، إلا أن الغريب حقا هو فشل القوات الأمريكية في التصدي لهجمات قوات صنعاء، رغم أنها في حالة استنفار مستمرة.
لا شك أن تصاعد عمليات صنعاء كمًا وكيفًا على هذا النحو في البحر الأحمر وخليج عدن، سيضاعف من شعور القوات الأمريكية بالفشل، لكن ما قد يقلقها أكثر هو عدم قدرتها على توقع القادم.
- عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال