وفقاً لنبوءات كتبهم .. اليهود يعودون للشتات قبل إكمال كيانهم مائة عام

YNP  /  إبراهيم القانص -

العالم بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023م ضد الجيش الإسرائيلي، لم يعد كما كان قبل هذه العملية، فالكثير من المعادلات تغيرت، وتعرت الكثير من الأنظمة خصوصاً العربية وظهرت على حقيقتها، إن كانت ضد أو مع حركات المقاومة المناهضة للاحتلال والواقفة الآن في مواجهة مباشرة معه، حيث أصبحت حركات المقاومة المساندة لغزة في لبنان واليمن والعراق محاور رئيسة في الطوفان.

الداخل الإسرائيلي تحديداً، بعد عملية طوفان الأقصى لم يعد كما كان قبلها، فقد تبخرت الكثير من الأحلام التي كانت قد تجاوزت حدود الممكن، ويبدو أن ما ظلت حكومات الاحتلال المتعاقبة تجمعه طيلة أكثر من 75 عاماً، من شتات اليهود وجلبهم من شتى بقاع الأرض إلى ذلك الجزء من المنطقة العربية الذي احتلوه بإسناد غربي ما زال يؤازرهم حتى اليوم، بددته عملية طوفان الأقصى، وهذه المرة يبدو أنهم صحوا على كابوس يهرول بوجودهم إلى نهايته، خصوصاً أن كتبهم وأدبياتهم تؤكد أن كيانهم مهما حشدوا له من الجموع لا يصمد ليبلغ مائة عام، وهكذا يعتقدون في قرارة أنفسهم، وليست حرب الإبادة التي يشنونها على غزة سوى أحد تداعيات هذا المعتقد الذي يصل حد اليقين.

 

قبل عام واحد فقط على عملية طوفان الأقصى، سربت هيئة البث الإسرائيلية مجموعتين من الإحصائيات المزعجة التي تقول إن ربع مستوطني الاحتلال الإسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة، وهذا يعني 1.75 مليون محتل- وهو رقم أعلى بكثير من الرقم السابق الذي بلغ مليون محتل.

 

وحسب استطلاعات للرأي، يعتقد 73% من الإسرائيليين أن حماس هزمتهم، وهذا أحد الدوافع لعزم الكثير من اليهود على مغادرة فلسطين، كما أنها قناعة شخصيات معروفة داخل إسرائيل، منها رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، الذي أدلى أكثر من مرة بتصريحات تدين أداء قوات الاحتلال في مواجهة حزب الله، ومنها ما أدلى به لقناة 12 الإسرائيلية، حيث قال إن حزب الله سوف يبقى، مشيراً إلى أنه وبسبب صواريخه "نصف إسرائيل في الملاجئ"، مؤكداً أن "سكان الشمال لم يعودوا ولن يعودوا"

 

وأشار أولمرت إلى أن الإسرائيليين يدفعون ثمناً غالياً في هذه الحرب، ملمحاً إلى أن قادة الاحتلال يخفون عن مواطنيهم الكثير بشأن المستقبل القاتم الذي ينتظرهم، بقوله إن جزءاً من ذلك الثمن الذي يدفعه الإسرائيليون يمتنع القادة عن الحديث عنه.

 

ويعكس حديث أولمرت إدراك الإسرائيليين جيداً أن ما كانوا يؤملونه من اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لم يكن سوى وهم، فعمليات مقاتلي حزب الله ازدادت بشكل مكثف وتركيز غير مسبوق، وتمكن المقاتلون فعلاً من إبقاء نصف الإسرائيليين في الملاجئ، كما ارتفع منسوب العمليات التي تنفذها الجبهات المساندة في العمق الإسرائيلي، خصوصاً جبهة اليمن، وكل ذلك يدفع بالمزيد من اليهود إلى مغادرة فلسطين بحثاً عن الأمان والحياة المستقرة.

 

الهجرة العكسية المتزايد لليهود من الأراضي الفلسطينية، وهو ما يراه الكثير من المراقبين واحدة من البدايات المتسارعة جداً لنهاية إسرائيل التي يبدو أنها ستكون أسرع من التوقعات، نظراً إلى ما حدث خلال عام من طوفان الأقصى والذي يعتبرون بمثابة المعجزات التي ستحرر العالم من إسرائيل باعتبارها السبب الرئيس لمعاناة البشرية، حسب قولهم.

 

الضربات التي توجهها حركات المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق تزعزع استقرار المجتمع الإسرائيلي، ودفعت بمئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الهجرة خارج فلسطين المحتلة، وفق موقع تايمز أوف إسرائيل، الذي نقل عن مسؤول في حكومة الاحتلال، أن أكثر من 230 ألف إسرائيلي غادروا فلسطين منذ السابع من أكتوبر حتى نهايته فقط، فيما غادر 140 ألفاً في شهر نوفمبر 2023، ويضاف إليهم 800 ألف من اليهود الذين غادروا إسرائيل لقضاء العطلات ولم يعودوا بسبب الحرب وأصبحوا في عداد المهاجرين، حسب موقع ذا ماركر الإسرائيلي.

 

وفي وقت سابق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن آلاف الإسرائيليين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء في البرتغال بعد إعلانها أن اليهود الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية يمكنهم الحصول على تأشيرات لجوء. وكشف موقع أخبار تأشيرة شنغن الأوروبية عن زيادة في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين، مع زيادة طلبات الجنسية البرتغالية بنسبة 68%، والفرنسية بنسبة 13%، والألمانية بنسبة 10%، والبولندية بنسبة 10%.

 

وكما قال الإسرائيلي ديفيد بن غوريون عن الأهمية الاستراتيجية لهجرة اليهود إلى الكيان بأنها الضامن لبقاء أمن إسرائيل، فها هم يفقدون هذا الضمان بتزايد معدلات الهجرة العكسية التي بدأت منذ انطلاق طوفان الأقصى، ويرتفع منسوبها تباعاً مع استمرار وتكثيف عمليات حركات المقاومة وجبهات الإسناد.