وتسبب هذا التوقف في حرمان آلاف المشتركين من التزود بخدمات الشركة التي يعتمدون عليها في أعمالهم ويعتبرونها مصدراً أساسياً للحصول على مصدر دخل، في ظل ارتفاع معدلات البطالة، وغلاء الأسعار.

وأواخر يونيو الماضي، أعلنت شركة (YOU) عن توقف خدماتها في مدينة عدن لأسباب خارجة عن إرادتها. وأكدت في بيان مقتضب أنها تسعى لاستئناف الخدمة في أقرب وقت.

ووفقاً لمسؤول في الشركة فقد أوقفت قوات أمنية خدماتها بالكامل، بعد أيام من إغلاق مقراتها في مديريات مدينة عدن على خلفية إطلاقها خدمة (فور جي) دون تنسيق مع السلطات المعترف بها دوليا في عدن.

يقول المواطن أحمد سالم اليافعي : "أنا أعمل في مجال صيانة التكييف والتبريد ومعتمد منذُ عشر سنوات على رقمي في شركة YOU، فالعملاء لديهم رقمي بمجرد الاتصال بي أتحرك إليهم".

فيما يقول عبدالله باوزير سائق سيارة أجرة : "أنا أعيل أسرة كبيرة، وأعتمد على دخل سيارتي ، فالعملاء يتواصلون بي عبر رقمي الذي أمتلكه منذ عشرين عاماً وفجأة توقفت شريحتي ورقمي ولم أعد استطع التواصل مع عملائي".

أم وضاح أرملة شهيد تعيل خمسه أطفال وتعمل في مجال الطبخ بالمنزل تقول : "بدأت هذه المهنة عندما استشهد زوجي قبل حوالي ثمان سنوات واعتمد رقم من شركة YOU وقمت بتوزيع كروت بالرقم للناس للاتصال والحجز".

وأضافت "قبل العيد كان يعتبر موسماً للمعجنات والكعك والحلويات لكن فجأة توقف الرقم ولم يستطع عملائي التواصل معي، فذهبت إلى شركة أخرى لاستخراج رقم جديد لكن تفاجئت أن الرقم الجديد سيتم تفعيله بعد عشرة أيام وللأسف انتهى الموسم وتم حرمان أطفالي من رزقهم".

وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أقرت في وقت سابق تكليف وزارة الشؤون القانونية، بتوكيل مكتب قانوني دولي لمقاضاة شركة MTN التي أعلنت في نوفمبر 2021 انسحابها من السوق اليمنية، واستحوذت على أسهمها الشركة اليمنية العمانية .

وتتهم الحكومة اليمنية شركة MTN بالتهرب من دفع ضرائب تبلغ 24 ملياراً و238 مليوناً و 998 ألفاً و 745 ريالاً يمنياً.

وتساءل مراقبون وناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي ، لماذا لم تتحرك الحكومة اليمنية لتحصيل الضرائب المتراكمة على شركة الاتصالات منذ عدة سنوات، وقامت الآن بإيقاف خدمة الشركة الجديدة.

بدورها رفعت شركة YUO دعوى مستعجلة في عدن، لكنها تفاجأت بتأجيل الجلسة لأكثر من شهر دون اتخاذ أي قرارات تلزم الحكومة بإعادة الخدمة للسكان في عدن ولحج.

فيما يتهم ناشطون موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، شركة YOU بالتجسس على اتصالات السكان، باعتبار أن مقرها الرئيس في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، على الرغم ان شركة يمن موبايل ايضاً تدار من صنعاء وخدمتها مازالت تعمل.

وفي حين لم يصدر أي تعليق من الحكومة اليمنية أو المجلس الانتقالي الذي يسيطر فعلياً على عدن، يتساءل كثيرون، متى ستتم إعادة الخدمات وما المقابل الذي سيتم طلبه للسماح بعودتها؟