بغضون 10 أيام .. تفاصيل خسارة الإمارات لأربعة ألوية من "العمالقة" ؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

شكلت الضربات الإستراتيجية التي نفذتها قوات صنعاء خلال الآونة الأخيرة، في ميادين المواجهة؛ انتكاسة حقيقية لقوى التحالف أفقدتها توازنها كليا؛ ما دفعها للتعويض التراجع في صنع انتصارات "وهمية " وهزلية، سرعان ما ترتد عكسيا في عمقه الإستراتيجي.

وطبقا لتلك التحولات النوعية التي أحدثتها صنعاء طوال السنوات الماضية؛ فإن التحالف الذي يحصد خيباته المتراكمة على أسوار مدن الدفاع لحائط الصد الأخير الذي تهشم بفعل بندقية صنعاء من آخر تمثيل لتواجده في مأرب إلى عتق وأخيرا في جيزان التي ترنو صنعاء شيئا فشيئا لالتهامها بالكامل؛ وهو ما تحتفظ به عدسة الإعلام الحربي لقواتها.

ما شهدته جبهات غربي محافظة شبوة، جنوبي اليمن، لم يكن سوى عرضا هزيلا لا يليق بالنزالات العسكرية التقليدية التي قد تصنعها قوى الحرب، غير أنه استعراضا هشا لسد الفراغات الشاسعة التي أثخنتها قوات صنعاء جسد التحالف الهزيل، لم يستطع النفاذ من خطوط صنعاء واستراتيجيتها العميقة في إمتصاص الهجمات وإضعافها تدريجيا حتى القضاء عليها.

هذه التحليلات هي مقاربة بسيطة لفداحة الخسارة الحقيقية التي تلقتها الفصائل الإماراتية في أول مواجهة حقيقية مع قوات صنعاء، حيث تمكنت الأخيرة من كشف نقاط ضعف تلك الفصائل وضرب قوامها العسكري؛ بضربات قاصمة في المنظور القريب والبعيد.

في مثل تلك المعارك التي احتضنتها جبهات غربي شبوة، لا تقاس الإنتصارات بحجم التقدم في صحاري قاحلة لا جدوى منها في المفهوم العسكري، بل بحجم التأثير في بنية الخصم العسكرية والنفسية؛ وهو ما شاهدناه في ردة فعل قوات صنعاء خلال تعاملها مع الهجمات الواسعة لألوية العمالقة الإماراتية، بعد أن استطاعت استدراجها وكسر شوكتها منذ الطلقة الأولى.

ألوية في العمالقة التي صرفت عليها أبو ظبي ملايين الدولارات طوال السنوات الماضية، وعززتها بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، ناهيك عن التدريبات التي ظلت تتلقاها تحت إشراف ضباط أمريكيين وإسرائيليين لعامين كاملين، في دول أفريقية؛ أنتهت بلمح البصر في خلال عشر أيام فقط من المواجهة مع قوات صنعاء.

بحسب الإحصائيات الرسمية، التي أعلن عنها متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، فإن أكثر من 515 من مقاتلي ألوية العمالقة قتلوا، بينهم كبار قيادات الألوية، خلال الأسبوع الأول من المعارك مع قوات صنعاء، فيما أصيب نحو 850 آخرين، بالإضافة إلى أكثر من 200 مفقود ، أي أن الخسائر البشرية تجاوزت 1500 بين قتيل وجريح وأسير من عناصر العمالقة، إلى جانب تدمير وإحراق أكثر من 102 آليه ومدرعة وعسكرية تابعة لهم.

ووفقا لمصادر مطلعة في " الشرعية " ؛ فإن عدد ألوية العمالقة التي وصلت محافظة شبوة هي خمسة ألوية بعناصر تتراوح ما بين 3000 إلى 4000 مقاتل، وبأخذ مقارنة سريعة بين الخسائر البشرية لألوية العمالقة وعددها قبل المعركة؛ فإننا نلاحظ أن العمالقة فقدت ما يقارب نصف قوامها العسكري البشري خلال معركة واحدة لم تدوم سوى عشرة أيام !.

هذه الإحصائيات السابقة، تكشف بحسب خبراء الحرب ، فداحة الخسارة للفصائل الإماراتية في أول تحدي أمام قوات صنعاء، بالأخص كون تلك الإنتكاسة حدثت في معركة لم تدخلها صنعاء بكل ثقلها ، غير أنها اكتفت بكسر اندفاع الهجمات الواسعة وحصد الكثير من عناصر الألوية وبالذات قياداتها، والتي قضت العشرات منها، وهو ما يصيبها بالشلل، ويصعب استعادة توازن الألوية من جديد.

أهم ما يمكن ملاحظته ، هو قيام الإمارات باستدعاء رجلها الأول في اليمن، طارق صالح ، وتعمدها عقب تلقيها الضربات المواجعة غربي شبوة،بسحب قياداتها من واجهة المشهد، قبل أن تدفع بناطق التحالف، السعودي تركي المالكي، إلى عتق، ووضعه في الواجهة؛ وهو ما يعني دفع الرياض لتحمل أي خسارات كبيرة متوقعة جراء الهجمات الفاشلة لألويتها في المحافظة النفطية.

إلى ذلك، فإنه يمكن قراءة الفشل الإماراتي السعودي في شبوة، من مخاوف الدولتين التي بدأت تتصاعد عقب تصعيدها العسكري في شبوة، والتي تتمثل في توجس قوى التحالف من هجمة مرتدة عكسية من قبل صنعاء، قد تكون قاضية لها ، تمحو آخر تمثيل ووجود لفصائلها، كما عودتها في أكثر من مواجهة مماثلة بدءا من نهم إلى الجوف والبيضاء والحديدة ومأرب.