حاضنة الإعلان عن وحدة مايو 1990م في ذكراها ال 32

YNP – خاص :

 بمنأى عن كافة التطلعات والآمال الشعبية الحالمة بإنفراجة حقيقية عاجلة في الواقع الإنساني والمعيشي المأساوي الذي تعيشه مدينة عدن اليوم ، حاضنة الإعلان عن تحقيق منجز الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في ال 22 من مايو 1990م .

 وخارج سياقات أكذوبة التوافق والتوصل إلى حل سياسي المتمثلة بالإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي ، في ال 7 من أبريل المنصرم.

تأتي الذكرى ال 32 للوحدة اليمنية ومدينة عدن حاضنة الإعلان عن تحقيق ذلك المنجز التاريخي اليمني العظيم ، تلك المدينة التي سكنها التنوُّع البشري متعدد الثقافات والأعراق منذ زمن بعيد، تلك البيئة المتسامحة والمرنة ذات الطرق المتعددة والطقوس المختلفة للتعايش .. تعيش واقعاً مأساوياً بعيداً ومتعارضاً ومخالفاً لحقيقتها التاريخية الوجودية الواقعية.

جولات صراع وتناحر واقتتال وحروب معلنة وخفية مستعرة تدور رحاها في شوارع وأحياء وأزقة المدينة ذات المكانة الجغرافية والسياسية الجاذبة لأطماع الامبراطوريات الكبيرة عبر الحضارات المتعاقبة وذات المكانة التاريخية المقدسة الجاذبة لتعايش وعيش الإنسان اليمني أياً كان لونه الاجتماعي وطيفه السياسي وانتماؤه الجغرافي.

ومع مرور كل يوم يثبت مسار التطور الدراماتيكي المتصاعد في طبيعة الوقائع والأحداث التي شهدتها وتشهدها المدينة حقيقة اكتوائها بنار المخططات والمؤامرات الداخلية والخارجية ، التي يزداد في ظل استمرارها نزيف المدينة كلما تسللت وتدفقت إليها صنوف وأشكال وجولات الصراع غير المألوفة بين المكونات المتسابقة على إحكام قبضة سيطرتها وبسط نفوذها عليها ، وكلما تمادت وأوغلت في توجيه طعناتها إليها يد الإرهاب والأحقاد والمطامع والمصالح الدولية والشخصية والأنانية المناطقية الضيقة والمدمرة دون وضع حد لهذا النزيف.

لا يكاد يمر يوم دون أن تتحدث فيه وسائل الإعلام عن تفاصيل مواجهة عسكرية أو عملية اعتقال أو اغتيال أو اقتحام مسلح أو تفجير إرهابي شهدته المدينة.

أصبح الجميع يدرك حقيقة أن تلك العمليات أو المواجهات ، من يتحكم بمسار تطورها ويحدد حجم خسائرها ونتائجها ويشرف على إدارتها ويحرص على تغذيتها هي تلك الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة من أجل تحقيق أهدافها ومشاريعها الخاصة ، التي يمكن القول أنها تلتقي جميعاً عند نقطة التنافس على السلطة وتقاسم الغنائم والمناصب وتكوين الإمبراطوريات المالية والتسليحية.

وبقدر ما لذلك الصراع ولتلك المواجهات العسكرية من وجوه متعددة وبذور وجذور وأسباب وجبهات ومشاريع متضادة ، وأيا كانت طبيعته وشكله وهويته وشعاراته تبقى الحقيقة المرة هي استخدام بعض أطراف الصراع وتوظيفها الخطير لجملة من الأمراض الاجتماعية والعصبوية والمناطقية التي بلغت ذروتها في الانتشار والتعمق والتغلغل داخل النسيج الاجتماعي وفي الوعي والثقافة والعلاقات اليومية وبشكل غير مسبوق في سبيل تحقيق وحماية وتأمين مصالحها الشخصية الأنانية الضيقة وإن على حساب دماء وأرواح أبناء المدينة التي تسيل وتتهالك على معلاق توليفة حمم صراع توليفة مصالح وأطماع تلك المكونات غير المألوفة.

لا شيء ملموس أو محسوس على صعيد واقع المدينة سوى تلك الوقائع والأحداث والإجراءات والتكتيكيات ، الموجهة نحو توسيع نطاق دائرة القتل وإطالة أمد الجوع المدروس والمحسوس والمعاناة المريرة والعذابات المستمرة التي يتجرعها السواد الأعظم من أبناء عدن.

لتبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة وقوع منجز الوحدة اليمنية المباركة بين فكي كماشة المشاريع والمخططات المتباينة والمتعارضة المختلفة أهدافها والمتعددة مفاعيلها ومصادر إنتاجها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .

ولتبقى تطلعات وآمال الجماهير الحالمة بالانفراجة القريبة خاضعة لوطأة تسويفات وتكتيكات صراع القيادات ، التي لا قيمة لأحلام وتطلعات الجماهير وللوطن وللحفاظ على وحدته وسيادته أو الدفاع عن عزة وحرية أبنائه في قامسوها ولا هم لها سوى السلطة والنفوذ وجمع المزيد من الثروات والأموال الطائلة.