تقرير / حميد الشرعبي..
بدأت السعودية والإمارات، الاربعاء، تحركات جديدة في عدن من شأنها طي صفحة هادي إلى الابد.
يأتي ذلك بعد ساعات على انتهاء الوقت المحدد لعودة حكومته، وفقا لاتفاق الرياض.
وقالت مصادر محلية أن السعودية سلمت مهام أمن المؤسسات الحكومية لقوات من الانتقالي، الزمتها بنزع علم "الانفصال". هذه الخطوة مخالفة لاتفاق الرياض الذي كان ينص على تسليم المؤسسات لشرطة النجدة التابعة لهادي وهو ما دفع بهادي لإرسال مذكرة احتجاج للسفير السعودي محمد ال جابر، وفقا لوسائل اعلام موالية له.
الأمر لا يقتصر على تسليم عدن للانتقالي بغطاء التحالف بل شمل ايضا تنظيم عرض عسكري مهيب لقوات المجلس، وبما يتناقض تمام مع جوهر الاتفاق الذي يتضمن بنود بوقف التصعيد.
هذه التطورات تتزامن مع وصول سفينة اماراتية إلى ميناء الزيت في عدن، حيث افرغت قوات جديدة معززة بعربات حديثة.
عدن التي كان ينبغي لها ان تشهد تحسن خلال الاسبوع الاول من توقيع اتفاق الرياض الذي تم الاسبوع الماضي، تتجه وفقا للمعطيات على الارض، للعودة إلى المربع الاول.
الساعات الماضية كانت قاسية في حياة السكان هناك. عنف فوضى اقتتال المزيد من ارهاصات الخدمات.
هذه المظاهر كانت قد خفتت خلال الشهر الماضي من سيطرة الانتقالي بانقلاب على حكومة هادي في اغسطس ، لكنها عادت دفعة واحدة لتخيم على اجواء المشهد المحتقن. في غضون 24 ساعة شهدت المدينة اقتحام كلية واختطاف طالب من قبل الحزام الامني لدوافع مناطقية، هجوم على نقطة للحزام في دار سعد، مواجهات في البساتين وسقوط قتلى وجرحى.
مؤسسة الكهرباء تطلق النداء الاخير لإنقاذ القطاع من الانهيار خلال الساعات المقبلة.
هاني بن بريك ، نائب رئيس الانتقالي، يلوح بالحرب مجددا. صالح الجبواني وزير النقل يقول ان "شرعية هادي" اصبحت من زنجبار في ابين وحتى المهرة في حدود عمان، وهذا اعتراف اول مسئول باستحالة العودة إلى عدن، كما تظهر تصريحات الجبواني التي طالب فيها ببدء تنفيذ اتفاق الرياض في عدن اولا عن ضغوط سعودية – إماراتية لسحب قوات هادي من ابين وشبوة وفقا لما تضمنه الاتفاق وصولا إلى الانسحاب النهائي من حضرموت في غضون 90 يوما وتلك تستهدف علي محسن، نائب هادي بدرجة اساسية.
الصمت السعودي على فشل الخطوة الاولى من تنفيذ اتفاق الرياض، مع ان تنفيذها كان مهما ويعزز مصداقية السعودية وفقا للكاتب السعودي سلمان العقيلي، يشير إلى أن الاتفاق كان خطوة سعودية – اماراتية ذكية لتجريد هادي من عاصمته المؤقتة و لإخضاعه لمفاوضات مع الانتقالي وبما يهيئ "الشرعية" لمفاوضات اكبر" بدأت ملامحها تتشكل بالتطورات في الملف اليمني بشكل عام خصوصا على الصعيد السياسي الذي يشهد سباق اقليمي ودولي لتحريك مياهه الراكدة سواء في سلطنة عمان حيث وصل قبل يومين وزير الدفاع السعودي ويتوقع اجراء محادثات مع وفد صنعاء أو على صعيد دخول المانيا على الخط بلقاءات مكثفة لسفرائها في الرياض ومسقط، وحتى على مستوى السعودية التي احتضنت ندوة مشتركة مع بريطانيا بشأن عدن وبغياب حكومة هادي في مؤشر على مساعيها لإنهاء "حقبة هادي المظلمة".