هل قرر الاصلاح خوض المعركة "المؤجلة"؟

هل قرر الاصلاح خوض المعركة "المؤجلة"؟

تقرير / حميد الشرعبي..

بدأ الاصلاح مرحلة جديدة من التصعيد ضد التحالف، لكن هذا الحزب الذي ظل يتماهى مع كل المتغيرات هل يقرر أخيرا  خوض المعركة المؤجلة أم انها مجرد مناورة أخرى للهرب؟

في مأرب، عقد وزير الدفاع في حكومة هادي، السبت، اجتماع بقادة قواته، وكانت توجيهاته صارمة برفع الجاهزية القصوى.

 كان ذلك بعد تحديده ملامح الخطورة في المرحلة والتي سرها بانتهاك سيادة اليمن وتمزيق وحدته وهو بذلك يشير إلى اتفاق الرياض الذي يبني المرحلة المستقبلية على اساس جنوب وشمال.

ومع أن المقدشي اليد الطولى لنائب هادي، علي محسن،  وقائد القوات التي سهلت دخول تحالف الحرب، ولا تعنيه سيادة أو وحدة الا من بوابة حجم المصالح السياسية والمكاسب الاقتصادية، الأ ان رسالته كانت واضحة للتحالف بأن قواته كما يقول جاهزة ومستعدة لخلط الاوراق.

ظهور المقدشي  هو الاول بعد محاولتي استهداف لمقراته في مأرب، تتهم الامارات والسعودية بتدبيرها، في اطار التهيئة للتشكيلة الحكومة الجديدة والمعقدة.

وبغض النظر عمن يريد راس المقدشي واركان قواته، يعد هذا التصعيد العسكري امتدادا لتصعيد سياسي بدأه الاصلاح من الرياض بجمع مشايخ اقليم سبا والهدف تثبيت وجوده على هذه المنطقة النفطية الممتدة من الجوف ومأرب وصولا إلى البيضاء.

يناور الاصلاح اذا وقد حشره التحالف نفسه في اتفاق يقضي على أي وجود له جنوبا وذلك ليس فقط باستهداف كوادره على مدى السنوات الماضية بل ايضا ضمن اتفاق الرياض الذي يشمل الاطاحة بمحسن ووزير دفاعه وقيادات اخرى في الحزب الذي ظل لـ5 سنوات مهيمنا على ما تسمى بـ"الشرعية" وهذه جميعها مؤشرات على أن التحالف قرر اعادة الحزب إلى وضعه الطبيعي كبقية الاحزاب التي كانت ضمن  القوى الموالية له وابرزها الناصري الذي تتحدث التقارير الاولية عن منحه حقيبة مشابهة لتلك التي حصل عليها الاصلاح الذي ظل ناشطوه يتقمرون قلة عدده.

اختيار الاصلاح لـ"سبأ" للمناورة، مع انه يدرك ان ولاء القبائل هنا للسعودية اكثر من ولائهم للمقر، يأتي ردا على التحركات السعودية – الاماراتية لإخراج قواته من شبوة وحضرموت، اهم منابع النفط والغاز، يريد المساومة كما يبدو، وهذا بتأكيد رفضه عودة حكومة هادي إلى عدن برفع سقف المطالب إلى عودة قواته التي تتكدس في شقرة إلى عدن، لكن الظروف غير مواتية كما يبدو، فالتحالف الذي يواصل تطبيع الوضع في عدن بمزيد من التمكين للانتقالي ، صعد ايضا عسكريا سواء بالهجمات الاخيرة التي شهدتها مأرب أو  التحركات في الساحل الغربي وتعز وجميعها  تشير إلى انه ماضي في تقليم اظافر الاصلاح في مأرب نفسها وبما لا يتيح للحزب الذي نجح بالهروب من معارك  اخضاعه، مجالا للمناورة.


تابعونا الآن على :

ذات صلة :