وصاب تاريخ بين ثنايا جغرافيا خلابة

YNP – محمد العلوي :

تقع وصاب غرب مدينة ذمار وتبعد عنها 180كم وتنقسم إلى مديريتين وصاب العالي ووصاب السافل وتمثل 5دوائر انتخابية في البرلمان يحدها من الشمال محافظة ريمه ومن الجنوب مديريتا القفر والعدين محافظة أب ومن الشرق مديرية عتمه ومن الغرب مدينة زبيد وأجزاء من جبل رأس محافظة الحديدة وتحتل مساحة واسعة تبلغ 1,446كم2يسكنها اكثر من 411,626الف نسمة حسب أخر تعداد عام 2004م , تضم وصاب العالي عزلة الدن مركز المديرية ونعمان وكبود وبيت العفيف وعزلة بنى مسلم ومخلاف جعر وجبل مطحن وتشمل وصاب السافل أكثر من 33عزلة منها عزلة بنى على وبني حطام وبني بني صالح وبني عياش والمصباح والأحد الذي يعتبر مركز المديرية.

وصاب في التاريخ:

لوصاب تاريخ متوغل في القدم حيث يذكر الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب أن وصاب هي جبلان العركبة والتي تشمل مخلاف نعمان العركبة أي وصاب السافل التي يصفها بأنها بلد واسع ورخي طيب الأرض مبارك الأجواء زكي الأرجاء له تاريخ مستقل سكنته بطون من حمير من نسل جبلان يرجع تسمية وصاب نسبة إلى ساكنه الأول وصاب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم العظمى وينتمي نسبه إلى حمير الأكبر ومنهم من يقول إن الاسم هو اصاب بتبديل الواو همزة .. يصف ياقوت الحموي  صاحب كتاب معجم البلدان أن وصاب هو اسم يحاذي ربيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون وهناك رأي أخر للنسابين والإخباريين في نسب وصاب بن سهل بن زيد بن جمهور بن عمرو بن قيس بن جشم العظمى بن عبد شمس بن وائل بن الغول بن حيدان بن قطن بن غريب بن زهير بن اليمن بن الهميسع بن حمير الأكبر بن سباء الأصغر وقد أطلق  عليها في النقوش اليمنية القديمة ذي مرتد أي بلاد مابين المائيين ويقصد بهما وادي رماع ووادي زبيد وسكن وصاب الشراحيون وهم آل يوسف فقد حكموا تهامة قبل ظهور الدولة الزيادية وأستمر حكمهم 61عاما وهم اقيال حمير امتد حكمهم حتى سواحل البحر الأحمر في ظل دولتهم التي عرفت بدولة الشراحيين مطلع القرن التاسع للميلاد ..ويذكر مؤلف كتاب تاريخ وصاب المسمى الاعتبار في التواريخ والآثار أن أبناء وصاب أرسلوا كتابا إلى الخلفية عمر بن الخطاب يشكون من ظلم ملك عركبة فما كان من أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه – إلا أن حرر رسالة إلى ملك عركبة وقال فيها: من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى صاحب عركبة أما بعد.. حمدا لله لقد كثر شكواك وقل شاكروك إما عدلت وإلا أنعزلت.

وفي وصاب السافل قرية اسمها بيت البعداني وهذا يعني أن بعدان بن حمير بن سبأ كان له علاقة باصاب بن حمير وأن هناك تواصلا قديماً بين أبناء بعدان ووصات لدرجة أن أحد شعراء القرن السابع الهجري وصفهما بقوله.. خيرة أرض الله وصاب وخير أرض اليمن بعدانها.

وهناك لا تزال العديد من المعالم التاريخية والأثرية شاهدة على أصالتها وحضارتها والتي لا تزال بكرا يعيش في أحشائها مختلف الآثار ومن الصعب الكشف عنها لوعورة المنطقة بطرقها وبعدها عن مركز المحافظة حيث لم تصل إلى أغلب تلك المناطق أي بعثة أثرية أو فرق متخصصة لدراسة ذلك التاريخ المنسي ومن هنا نوجه دعوة إلى الجهات المختصة لزيارة تلك المواقع الأثرية والكشف عنها، والذي لا يزال البعض منها شامخاً تقاوم وتحافظ على بقائها وأصبح العديد منها بحاجة ماسة إلى الترميم والإهتمام من قبل الجهات المختصة في ظل ذلك الإهمال الواضح للتاريخ والحضارة التي تعد رمز الهوية الوطنية في مختلف معالمها التاريخية الإسلامية الحضارية من القلاع والحصون.

المعالم الدينية:

قبة عراف: هي من أهم المعالم الدينية البارزة التي تمتاز بمواصفاتها المعمارية الهندسية الرائعة وزخارفها البديعة، حيث يوجد بداخلها عشرة قبور عليها أضرحة خشبية يذكر أنها كانت قديماً كنيسة وتم تحويلها خلال العصر الإسلامي إلى معلم ومدرسة إسلامية.

الجامع الكبير بمنطقة الأحد – وصاب السافل: يعد من الجوامع القديمة الذي يرجع بناؤه إلى سنة 800هـ ويعد من المساجد العتيقة والشهيرة في وصابين ناهيك عن النقوش الإسلامية والزخارف التي تزين جوانب وسقف المسجد.

جامع المأثور – في بني علي – موتران والذي يعود تاريخ بناؤه إلى ما قبل القرن السادس الهجري وأصبح اليوم بحاجة ماسه إلى ترميم سقفه الآيل للسقوط جامع الشرف.. وجامع الباردة.. وجامع العباد بجبل مطحن.

مقبرة الزير سالم وتوجد في منطقة جربان وصاب السافل وهي عبارة عن معلم ديني وتاريخي قديم تضم رفات الزير سالم ويوجد به قبر الزير سالم كما تذكر الكتابات ويتناوله الأهالي حيث يبلغ طول القبر 6 أمتار وبعرض 2 متر .. وما يميز المناطق وهو أن العديد من أسماء المناطق مسماه بتسميات بني هلال وأشخاص عاصروا حياة الزير سالم كبئر جساس ومنطقة كليب وبركة كليب.

المعالم التاريخية:

من الحصون التاريخية التي أشتهرت في القرن الخامس والسادس الميلادي بوصابين والتي تتميز بمواقعها الهامة ولعبت دوراً دفاعياً إبان الهجمات الحبشية وخصوصاً في عهد الملك الحميري ذو نواس.

حصن نعمان وحصن السدة بمخلاف بني مسلم وحصن الحمراء والمصنعة وحصن جعر، والنشم بمخلاف كبود، وحصن السائدة بمخلاف نقذ، وحصن عزان ، وحصن ظفران الذي يعود إلى ما قبل الدولة الحميرية، وحصن رجوف والشرف، وحصن قوارير في الداشر، وحصن يناخ، في بني حسام ، وحصن يريس في الجيجب، وحصن الوكر في قشط، وحصن ظهر من الحصون التاريخية العريقة والمنيعة.

القلاع التاريخية:

من هذه القلاع قلعة الدن والتي تبدو كأنها معلقة في الفضاء والتي تدل على عظمة الإنسان اليمني وشموخه وقلعة المصباح موقع أثري قديم فيه كأقة المرافق من الغرف والسراديب والبرك والمدافن جميعها مطرزة بالقضاض ويحيط بها سور حجري منيع.

وقلعة المشراح، وقلعة الظاهر ببهوان وقلعة بني علي، التي بقي منها خرائب قديمة وبعض الآثار.

وقلعة الأكمة ببني عياش وهناك الكثير والعديد من الحصون والقلاع الموزعة على قمم جبال المديرية والتي لا يتسع المجال لذكرها كاملة.

من أعلام وصاب:

أشتهرت وصاب خلال العصر الإسلامي بالعديد من علمائها البارزين منهم وجيه الدين عبد الرحمن الحبيشي الوصابي صاحب كتاب تاريخ وصاب المتوفي سنة 782هـ والعلامة أبو محمد الخضر بن محمد مسعود بن سلامة الوصابي وأبو الصيف صاحب التأليف المتوفي بمكة وأبو محمد بن عبد الرحمن بن محمد المتوفي سنة 780هـ من مصنفاته نظم التنبيه والشاعر محمد بن حمير الوصابي المتوفي سنة 651هـ والشاعر بن مكرمان من أعلام القرن السادس للهجرة والأديب عبد الرحمن البرعي من أعلام القرن 11 هـ .. والأديب بن خمر طاشه صاحب المقصورة وهو من أعيان القرن السادس هـ، أما من النساء فيذكر الهمداني في صفة جزيرة العرب أم الدرداء الوصابية التابعية رضي الله عنها زوج أبي الدرداء الصحابي المشهور – رضي الله عنه – التي عاشت في عهد الرسول وروت عنه الحديث وكانت زاهدة عابدة.