من يصل صنعاء اولا .. امريكا – بريطانيا أم السعودية؟

خاص – YNP ..

سباق جديد بين حلفاء الحرب على اليمن، ساحته هذه المرة  الدبلوماسية والهدف صنعاء، فإيهم يصل اولا، الولايات المتحدة  التي عينت مبعوثا لها وتلقي بكل ثقلها لإنهاء الحرب التي اعلنت في مارس من العام 2015  من واشنطن، أم بريطانيا التي تتحرك بغطاء الامم المتحدة،  أو السعودية التي تصدرت الحرب  واصبحت في مأزق، مع أنهم جميعا مشاركون في الحرب ومتورطون بشكل أو باخر في جرائم  الابادة الجماعية والحصار المميت، وجميعهم لديهم اجندة خاصة ؟

بالنسبة للولايات المتحدة فإن  وقف الحرب على اليمن على راس اولويتها كما تعهد بذلك الرئيس الجديد جو بايدن، وقد شرع بإجراءات عدة للضغط باتجاه وقفها بدء بوقف مبيعات الاسلحة الهجومية  للسعودية وصولا إلى تعيين مبعوث خاص إلى اليمن، لكن رغم هذه الخطوات والدور الامريكي في الحرب لم تفلح جهود واشنطن في اختراق جدار الازمة رغم حالة الشد والجذب التي حاولت على مدى الاسابيع الاخيرة  انتهاجها في محاولة   للدفع باتجاه تمرير اجندتها..

مع أن واشنطن في الايام الاخيرة حاولت التلويح بالعقوبات كخيار ما يشير إلى وصولها إلى طريق مسدود، لكنها عادت لتقرع الباب من جديد  من البوابة العمانية عبر توسيطها مجددا للحفاظ على ماء وجه الولايات المتحدة التي تدنوا من هزيمة في المنطقة مع قرارها خفض قواتها ومحاولتها اعادة علاقتها مع ايران.

اخفاق واشنطن سلما وحربا في  اليمن، ليس لأنها  قليلة خبرة أو بحاجة لتقنية عسكرية جديدة،  بل لأن مقايس الحرب والسلم تفصل وفقا لأجندة امريكية ابرزها ابقاء الخليج تحت رحمة حمايتها  وبما يمول عملياتها وانتخابات رؤسائها، وهي بكل تأكيد لا تدفع بالسلام في اليمن لأجل خاطر اليمنيين  الذين طالتهم التها العسكرية وحصارها القاتل، بل لأنها تريد الحرب معلقة وتكون بعيدة عن الاضواء  وبما يسمح لواشنطن بإعادة حساباتها والضغط على حلفائها لحلب المزيد من الاموال وهذا بدليل تركيز مبعوثها على وقف ما يصفه بـ "الهجوم على مارب"  وتجاهل الحصار  المفروض منذ سنوات.

وخلافا للولايات المتحدة، التي استحوذت على المشهد اليمني بحراك مبعوثها وتصريحات مسؤوليها المتواترة،  تحاول بريطانيا   التي تقود ملف اليمن منذ سنوات في مجلس الأمن البقاء في المشهد عبر التمسك بمنصب المبعوث الأممي، وهي بكل تأكيد تحاول الان استرضاء صنعاء لدعمها في ذلك بعد سنوات من دعم التحالف في الحرب والحصار  وقد  انضم سفيرها لدى اليمن مايكل ارون في تغريدة جديدة إلى صنعاء بتأكيد عدم علاقتها بالانفجار الذي وقع في محطة وقود بمأرب وحاولت اطراف محلية واقليمية بتسويقه كهجوم لـ"الحوثيين" مكتفيا في تعليقه على الحادث بدعوة صنعاء للانخراط  في المفاوضات الأممية   لقطع الطريق على مثل هكذا حوادث في اشارة واضحة إلى عدم علاقتها بالحادثة التي خلفت 12 قتيل وجريح وفق ما تروجه وسائل اعلام هادي والسعودية.

حاليا تبدو بريطانيا مجمدة لحراكها في اليمن ، وتكتفى بالنظر للتخبط  الامريكي في تعامله مع الملف اليمني، ما يشير إلى أن لندن تتحيز الفرصة المناسبة لتوجيه صفعة لواشنطن التي تحاول عزلها تمام مع أن اليمن كانت جزء من مستعمرتها التي تطمح لعودتها من بوابات اخرى.    

وبغض النظر عن السباق الأمريكي – البريطاني، تبدو الصدمة اكبر بالحراك السعودي الموازي، فالرياض التي قادت في العام 2015  تحالف من 17 دولة  وتوقع متحدث تحالفها حينها باجتياح صنعاء في غضون اسبوعين،  تدير حاليا حراك موازي للتقرب من صنعاء وقد استدعت في هذا الاطار الكويت الذي وصل وزير خارجيتها إلى الرياض ويتوقع أن يحمل رسالة لامير الكويت بالتوسط لدى صنعاء وقبلها ارسال وزير خارجية  هادي إلى سلطنة عمان والسماح له بمناقشة المبادرة الاممية  ولو كان ذلك على  حساب المبادرة السعودية وهي بكل تأكيد تحاول خلط اوراق بريطانيا وامريكا بدعم احدهما على الأخرى على امل أن يمنحها ذلك  نقاط ايجابية  وابرام صفقة مع صنعاء بعيدا عنهما ..