الطور النهائي لاستراتيجية إخوان اليمن  

YNP – خاص :

بإعادة النظر فيما شهدته محافظة تعز من وقائع وأحداث منذ بداية الحرب وحتى اليوم .. ودراسة وتحليل هذه الأحداث والوقائع تتجلى طبيعة أهداف وأبعاد استراتيجية الإخوان .. وكيف تحورت وتغيرت وسائل وأدوات وتكتيكات العمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية.

 في تعز وأكثر من أي منطقة أخرى ولأسباب تتعلق بطبيعتها السياسية والثقافية والحزبية تكشفت ملامح هذه الاستراتيجية أو بمعنى أدق وصلت إلى الطور النهائي في تحورها منذ تصفية العميد عدنان الحمادي وتشكيل ما سمي بقوات الحشد الشعبي.

 وقد تجلى بوضوح أن هذا التحور في استراتيجية  الإخوان جاء في إطار سعي التنظيم إلى خلق كيان جغرافي وسياسي وعسكري خاص به .. يوازي ما أصبح يمتلكه خصومه "أنصار الله - حراس الجمهورية - الانتقالي على سبيل المثال " من كيانات جغرافية وسياسية وعسكرية فرضت سلطة أمرها الواقع وسيطرتها الفعلية على الأرض.

وفي ضوء ما تشهده عدد من المحافظات - التي يخوض فيها فرع التنظيم في اليمن المتمثل في حزب الإصلاح معركة السعي إلى تحقيق أهدافه وفرض أجنداته- من تطورات سياسية وعسكرية في ظل اللحظة الزمنية الراهنة لا سيما ما شهدته مدينة تعز من تطورات أحداث خلال الأيام القليلة الماضية

يمكن القول أن هذا التوجه أضحى بالنسبة لتنظيم إخوان اليمن قضية مصيرية لا سيما بعد أن ضعف نفوذهم وما تعرض له جيشهم أو ما يسمى بجيش الشرعية من الانكسارات المتلاحقة ابتداء من الهزيمة التي منيوا بها على أيدي قوات الحوثيين " أنصار الله "  في معركة " نِهْمْ" ثم ما تبعها من تهاوٍ لقوتهم وفقدان لسلطتهم في الجوف ومارب وكذا في عدن وسقطرى والمهرة على أيدي قوات الانتقالي المدعوم إماراتياً.

كل هذه الأمور مجتمعة جعلت من تعز - لاعتبارات ديموغرافية وجيوسياسية كثيرة - الملاذ الأخير والموطن البديل لتنفيذ الفصل الأخير من فصول استراتيجية الإخوان في اليمن وأصبح رهانهم الأساسي هو الحصول على بوابة بحرية في سواحل تعز تسهل عملية الحصول على دعم حلفائهم الخارجيين ووصول الإمدادات اللوجستية "التركية - القطرية" إليهم وارتباطهم بشكل مباشر بالقاعدة التركية في الصومال.

غير أن هذه المساعي لا تزال تصطدم بالدور الإماراتي الذي أوجد قوات طارق صالح في مديريات تعز  الغربية المطلة على البحر  إلى جانب قوات المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن حيث تشكل هذه القوات مجتمعة سياجاً عسكرياً يمنع وصول الإخوان إلى البحر.

إضافة إلى أن محاولة الإخوان التمدد داخل جغرافية تعز غرباً باتجاه البحر خلال الأشهر الماضية قد فشلت واستطاعت قوات أنصار الله صدهم عسكرياً ومنعهم من التمدد.

كما تجدر الإشارة هنا إلى أن ما يجري في مدينة تعز حالياً هو معركة سياسية ثقافية إجتماعية تخوضها الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية في إطار التصدي للمشروع الإخواني المسنود بما يسمى السلطة الشرعية ومواردها وسلطاتها إلى جانب ما يمتلكه إخوان تعز من قوات عسكرية وأمنية أثبتت كفاءتها القمعية في التعامل مع مطالب خصومهم السياسيين.

هذه المعركة وإن بدت في الوقت الراهن غير متكافئة ومحسومة سلفاً لصالح الإخوان .. يبقى الشيئ المحتم أن استراتيجيتهم دخلت طورها النهائي وأن مشروعهم سينهزم لا محالة.. لأسباب بسيطة منها أنهم لم ينتصروا في أي معركة أو مواجهة حقيقية مع خصومهم.. ورغم براعتهم في صناعة التحالفات المرحلية غير المقدسة والتمويل المالي الضخم والترويج السياسي والإعلامي لمشاريعهم السياسية أصبحت الأطراف الخارجية المتحكمة بخيوط إدارة الصراع تدرك حقيقة أن "حزب الإصلاح فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن" أصبح غير قادر وغير مؤهل لأن يكون لذاته رقماً مستقبلياً في المعادلة الوطنية وحساباتها المعقدة.. لا سيما بعد ما تعرض له من هزائم سياسية وعسكرية وأصبح مرفوضاً شمالاً وجنوباً ولا يمتلك ثقلاً في ميزان المعادلة السياسية التي يتم تجهيزها على شكل حلول نهائية لإنها الحرب والصراع الدائر طيلة ست سنوات بأبعاده الإقليمية والدولية.