في أخر خطوة له، امهل إدارة امن الانتقالي في عدن الفصائل الجنوبية المنتشرة في المدينة والمحابية لمطالب الانتقالي في استعادة الدولة "15" يوما للمغادرة واخراج سلاحها من المدينة ، متوعدة اياها بحملة مصادرة للسلاح لا تستثني أحد بما فيها "قوات المقاومة الجنوبية" واحالة كل من يتجول بالسلاح للتحقيق والمحاسبة.
هذه الخطوة تعد ضمن حملة بدأتها سلطة الانتقالي في عدن الاسبوع الماضي عبر توزيع منشورات تطالب بعدم حمل السلاح في شوارع المدينة وضرورة ترقيم كافة المركبات قبل احتجازها أو مصادرتها، وهي مؤشر على وجود ترتيبات للبدء بتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض والذي يقضي بخروج الفصائل الجنوبية من عدن ضمن شروط سعودية مقابل اعادة حكومة هادي إلى عدن أو جزء منها، لكن الأخطر في الأمر أن الانتقالي الذي يحكم قبضته على عدن قد يجد نفسه في مأزق جديد سبق لرئيسه وان اعترف به للسعوديين بشأن وجود كم هائل من الفصائل المسلحة ذات التشكيل الجهوي والتي تبلغ بحسب تقديرات الزبيدي 39 فصيل اغلبها لا تدين بالولاء للمجلس وتتلقى اوامرها من اطراف داخل الشرعية، كما أن معظمها لا تزال تتقاسم احياء عدن وشوارعها كمربعات سكنية تديرها باستقلال عن سلطة الانتقالي المركزية في المدينة وفي حال تكالبت هذه الفصائل ستتحول عدن إلى مستنقع اقتتال مناطقي بين فصائل الانتقالي تصاعدت حدتها مؤخرا مع تقاطر ابناء ردفان ردا على حملة ابناء الضالع في بئر فضل وكذا تهديد قبائل يافع بالانتقام من الضالع ردا على حملة التصفية بحق ابنائها في الوية الدعم والاسناد واخرها استهداف شاحنة نقلهم في ابين واغتيال مسؤول الرقابة والتفتيش بهذه الالوية.
المشكلة لا تكمن في عدن فقط ، حيث بدأت الفصائل نشر نقاط تفتيش في مناطق سيطرتها تحسبا لحملة ادارة امن عدن ومحاولة لقطع الطريق على اي مساعي لتقييد تلك الفصائل التي كثف مقاتليها من حملة نهب المنازل وطرد المالكيين في خطوة تشير لبحث هذه الفصائل عن بدائل لتأمين وجودها مستقبلا، بل في محيطها وتحديد في ابين البوابة الشرقية ولحج البوابة الشمالية حيث بدأ الانتقالي قرع طبول الحرب فيهما ضد خصومه في الشرعية بعمليات ارهابية وصولا إلى اجتماع على مستوى القيادات العسكرية لترتيب ما وصفها اجتماع ترأسه الزبيدي مساء السبت، حملة ضد اوكار الارهاب ، فهذه الخطوة قد تحمل عدة ابعاد اولها إن الانتقالي يسعى لإخراج فصائله من عدن بطريقة مهذبة بحجة المشاركة في العملية الجديدة وهو بذلك يتجاوز اشكالية التصعيد في معقله الرئيس بعدن وثانيها ان المجلس سيحقق من خلال هذه الخطوة تأمين معقله بنشر قواته في خطوط دفاعية متقدمة وهو ما يعني ضرب عصفورين بحجر واحد فهو من ناحية ينفذ للسعودية مطلبها بخروج قواته من عدن ومن نأحية اخرى ينقل المعركة إلى معاقل خصومه بـ"الشرعية" وتحديدا في ابين ولحج ما يعزز حظوظه خلال مفاوضات توزيع المحافظين ويضم المحافظتين اللتان لا تزالان بيد هادي إلى حصته جنوبا.