قطع سعودي لـ"نفس الاصلاح" في مأرب

خاص – YNP ..

شهدت مدينة مأرب، اخر  معاقل الفصائل الموالية لتحالف الحرب على اليمن شمال البلاد، تطورات دراماتيكية في المشهد العسكري خلال الساعات الأخيرة،  كشفت في مجملها خلافات جديدة بين  التحالف والفصائل الموالية له وتحديدا حزب الاصلاح  الذي يخشى أن يؤدي اي تقارب بين صنعاء والرياض إلى ازاحته من المشهد في ظل مؤشرات قرب التوصل إلى اتفاق سلام ، فما ابعاد وتداعيات التصعيد الأخير؟

خلال الايام الماضية، وبالتزامن مع الحراك الدولي والاقليمي للدفع نحو وقف معركة مأرب،  صعد الاصلاح تحركاته العسكرية  مستعينا بوزير دفاع هادي المحسوب عليه، تارة  بالتجييش والتحشيد الجديد سواء بلقاءات مع محافظي هادي في ريمة وصنعاء وذمار أو  عبر اطلاق التهديدات  للمقدشي  والوعيد مجددا بـ"اقتحام صنعاء"  على الرغم من فشله في حماية مأرب، اهم معاقل الحزب.

عموما هذا التحشيد انتهى بمحاولة الهجوم على مواقع قوات صنعاء  في مداخل مدينة مأرب،  وتحديدا في مناطق ملبودة والعطيف ودش الحقين عند المدخل الغربي للمدينة، وقد فشل الهجوم قبل أن يبدا مانحا قوات صنعاء دافع اخر لتحقيق تقدم على مسرح العمليات القتالية ..

لم يتضح بعد الهدف من مثل هكذا تصعيد، فالإصلاح في مأزق لا يحسد عليه  داخل المدينة في ظل تطويقه من قبل قوات صنعاء، وحتى التحالف لم يعد يراهن على فصائل الحزب  وقد وضع المناطق الفاصلة بين  احياء مأرب ومواقع قوات صنعاء منطقة حزام امني يحرسه الطيران الحربي والمسير على مدار الساعة، لكن الانباء التي تتحدث عن تعرض قواته  في لبلق القبلي لغارتين خلفت عشرات القتلى والجرحى  تشير إلى أن الاصلاح كان يحاول خلط اوراق التحالف في المدينة التي تطمح السعودية وتدفع بكل ثقلها ومن خلفها  امريكا  لتجميد المعركة  على الاقل لمنح التحالف فرصة لالتقاط الانفاس في ظل استمرار المعركة منذ اشهر  والانفاق الكبير للتحالف على العمليات الجوية المستمرة على مدار الساعة لمنع سقوط المحافظة، اضف إلى ذلك التصريحات التي ادلى بها عضو وفد صنعاء المفاوض في مسقط عبدالملك العجري وحمل فيها صراحة حزب الاصلاح  بمحاولة التصعيد  في اشارة  واضحة إلى أن الحزب الذي اصبح خارج لعبة  الحرب والسلم يناور للبحث عن موطئ قدم  في طاولة المفاوضات الحالية.

تصعيد الاصلاح الاخير في مأرب لا يعني بأن التحالف لا يبحث عن اوراق مناورة لتخفيف الضغط العسكري والدبلوماسي عليه لإنهاء الحرب،  وحتى الغارات  على الفصائل الموالية له هي بالأساس قد تحمل ابعاد تتعلق بفشله هذه الفصائل تحقيق اي تقدم وانسحابها تجر اذيل الهزيمة ناهيك عن محاولة السعودية التنصل من التصعيد الاخير خشية تبعاته.

ايا يكون الهدف من التصعيد في مأرب من قبل الاصلاح  في هذا التوقيت التي تنصب الجهود الدولية  عليه لتحييدها عن  مسرح العمليات باتفاق قد ينهي نهب الحزب لمقدراتها  من النفط والغاز واحتكار السلطة في اهم محافظات اليمن اقتصاديا، تشير النتيجة الأخيرة إلى أن قوات صنعاء جاهزة لكل الخيارات سلما أو حربا.