قلق امريكي من تحرك روسي ينذر بمواجهة في اليمن

خاص – YNP .. يتصاعد التوتر الدولي في اليمن مجددا مع اقتراب اطراف دولية واقليمية من الدفع نحو تهدئة بعد 7 سنوات من الحرب قد تكون مؤشر لاستقرار دائم ،وهو ما ينذر باتساع رقعة الصراع في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم ويهدد بنسف اي جهود في ظل تمسك اصحاب الارض برحيل القوات الاجنبية، فإلى اين تتجه الاوضاع وما تبعات الحراك الروسي الامريكي الجديد؟ عشية زيارة طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات بالساحل الغربي لليمن، إلى روسيا بناء على دعوة من موسكو كما يزعم، اجرى قائد البحرية الأمريكية في القيادة المركزية ، براد كوبر، اتصالا بقائد قوات خفر السواحل في قوات هادي في رسالة قد تحمل عدة ابعاد وجميعها مؤشر على أن صراع دولي بدأ يتشكل في هذه المنطقة. بالنسبة للروس الذي يستدعون طارق لأول مرة ، ويحاولون تسويقه بناء على توصية اماراتية ، وفي إطار استثمار الخلاف المتصاعد بين ابوظبي وواشنطن بفعل نفوذ المعسكر الشرقي في المنطقة، تعتبر هذه الزيارة مهمة خصوصا في ظل التقارير الامريكية عن استحداثات اماراتية في جزيرة ميون بوابة اهم مضيق عالمي في باب المندب، وتبني وكالات الانباء الامريكية للحملة ضد الامارات في ظل تقارير عن غطاء روسي يشير إلى أن الولايات المتحدة التي صمتت خلال الاشهر الاخيرة على التحركات الاماراتية لعسكرة ميون اصبحت تخشى أن تكون خارج اللعبة. كما أن استقطاب الروس الذين يدفعون في مجلس الامن لإنهاء العقوبات على عائلة صالح أو اسقاط القرار 2216 بحجة عرقلته للحل، لطارق يشير إلى رغبة روسية جامحة في الحضور العسكري في هذه المنطقة بعد أن خسرت سقطرى اهم حلم سوفياتي للتواجد عسكريا في هذا الجزء الاهم من العالم. فعليا وثق الروس وجودهم في سواحل اليمن التي كانت حلم روسي عبر طارق ، وسيتحركون بغطاء التحالف ذاته الذي تمكنت الولايات المتحدة من خلالها الحضور على اكثر من جبهة، غير أن ما يميز الحضور الروسي هذه المرة هو توقيته المتزامن مع اشتراط صنعاء خروج القوات الاجنبية من اليمن وهذا الشرط الذي اربك حسابات واشنطن التي تدفع نحو تسوية سياسية في اليمن وكانت تتوقع بقاء قواتها وقد سبقت شروط صنعاء ببيان قللت فيه من وجودها العسكري وبررت الوجود بـ"مكافحة الارهاب" وعرضت وقف الدعم اللوجستي للتحالف. اليمن تتجه اذا نحو جولة جديدة من الصراع بالوكالة، والاطراف الدولية التي كان يعول عليها للدفع نحو انهاء الحرب والحصار قد تجد نفسها في مستنقع جديد للمواجهة، فالتحالف السعودي – الاماراتي الذي يتعرض لضغط عسكري من قبل صنعاء وسياسي لإنهاء 7 سنوات من الحرب والحصار يرى في قرع طبول الحرب دوليا في اليمن منفذ جديد له ومحاولة للهروب من ضغوط واشنطن، وهو يقود جميع الاطراف التي يرى فيها ضررا على اجندته التي رسمها قبل انطلاق الحرب وحددها بالاستحواذ على مقدرات إلى مواجهة جديد محاولا في الوقت ذاته اللعب على المتناقضات، وهو الأن يؤسس لها لا اكثر ففي نهاية المطاف لن يخسر اكثر ما خسره في الحرب التي يقودها منذ العام 2015 ولا يبالي بما اذا كانت الفصائل الموالية له في اليمن وقود للحرب الجديدة.