اطفال اليمن .. كقربان غوتيرش للتحالف

خاص – YNP ..

بعد ساعات قليلة على اعادة تعين انطونيو غوتيرش  كأمين عام للأمم المتحدة لفترة ثانية، رفعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة النقاب عن تقريره السنوي الخاص  بانتهاكات الاطفال حول العالم، وقد سلط فيه  الضوء بصورة اكبر على وضع اطفال اليمن من زاوية ضيقة،  فهل ابرم غوتيرش  صفقة مع التحالف للمقايضة ؟

فعليا لم يكن قرار غوتيرش بشان وضع صنعاء أو من وصفهم بـ"الحوثيين" على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الاطفال  في اليمن صادما أو حتى جديدا، فصنعاء ضمن القائمة منذ سنوات وقد اختارها غوتيرش   في الوقت الذي اسقط فيه اسم تحالف الحرب على اليمن من القائمة ذاتها  ولأسباب ودوافع سياسية بحته..

تجاهل غوتيرش في تقاريره منذ تبوئه منصبه كقائد للمنظمة الاممية،  اشلاء الاطفال الثمانين الذين مزقت غارات التحالف اجسادهم النحيلة  إلى اشلاء باستهداف حافلتهم المدرسية بمحافظة صعده، ولا تزال صورهم مختزلة في اذهان العالم الذي صحا حينها على فاجعة لم يشهد لها التاريخ مثيل وهي واحدة من عشرات الالف الماسي التي لحقت بالأطفال على طول ربوع  اليمن  وظلت تتكرر مشاهدها على مدار السنوات السبع الماضية  مع استمرار التحالف في قصف المنازل على رؤوس ساكنها والمدارس والمستشفيات وحتى الطرقات ورعاة الاغنام، جاعلا من اطفال اليمن الذين فتك بهم الحرب والحصار وسقط منهم الملايين على مدى السنوات الماضية ، وفق تقارير دولية،  اهدافا  تشرعنها الأمم المتحدة.

لا جديد اذا في تقرير  غوتيرش الاخير، سوى توقيته الذي يتزامن مع اعادة تنصيب غوتيرش ذاته  امين عام للأمم المتحدة لفترة ثانية، وهو ما يكشف المزيد عما يدور خلف  الكواليس ومن يحرك المنظمة الاممية لصالح اجندته باستهداف الضحية و التبرير للقاتل،  وهذه ايضا ليست جديدة ، لكن تمحورها حول اليمن  يكشف الدور الخبيث  لدول الخليج وتحديدا السعودية والذي يعبث بمصداقية    ومكانة الامم المتحدة في حماية المستضعفين،  ويؤكد التقارير التي تتحدث  عن  عجز الأمم المتحدة في  اتخاذ قراراتها بعيدا عن التسيس والمصالح الضيقة  لقاداتها..

عموما، لم يكن غوتيرش وحده من اخضع الامم المتحدة بجلالة قدرها  لصالح اجندة الحرب على اليمن، فقبله  كان بان كي مون  يسوق ذات الدفة، لكن الفارق بين الأمينان هو شجاعة مون الذي  صارح  صنعاء، وفق ما ذكره رئيس وفدها ، بأن الأمم المتحدة تتعرض لضغوط مالية من السعودية  وهو ما يدفعها لتمرير اجندتها، ففي نهاية المطاف لم تكن الحرب على اليمن سوى فرص للأمم المتحدة لتحقيق مكاسب سواء عبر حشد الدعم الذي لم يعرف كيفية انفاقه ولا تزال الشكوك بشأن نهب المساعدات لليمن كبيرة   ناهيك عن عمليات الابتزاز  من ريعان الضحايا واشلاء اطفالهم  وحتى لعب دور المخبر لصالح التحالف.