الصين تُقلِق العالم وتُخيفه!!

YNP - قيس الوازعي :
يتعيَّن على العالم، بأسره، أن يشعر بمخاوف حقيقية من مبالغات الصين في تبنِّي فكرة الرُّوح الإبداعية الابتكارية، كمبدأ لاحياد عنه ، وهي تواصل صُّعودها العلمي التكنولوجي الشامل والمتسارع، من دون الاحتكام لأية ضوابط قانونية أو أخلاقية تحترم الإنسان وحقوقه والإنسانية وقدسيتها ..إلا من هوس تنافسي مسعور يمكنها من بلوغ ذروة التفوق العالمي، بأي ثمن!؟


فإذا كانت الدول المتقدمة؛ اقتصاديًّا وصناعيًّا، كالولايات المتحدة ودول غرب أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.. قد تركزت مخاوفها من تفوق صيني عسكري واقتصادي يهدد مكانتها ويقلب موازين القوى ويعيد ترتيب الدول على تدريج التقدم العالمي.. فإن عليها، أيضًا، أن تقود قلقًا دوليًّا من خطورة التطورات البحثية البيلوجية الصينية، خاصة، التي قد تطال بالضرر حرمة (الجينوم) البشري ذاته،  بعد أن باتت أصابع الاتهام تشير إليها، مباشرة، بالمسؤولية عن انتاج فيروس كوفيد 19، الذي تسبب بكارثة إنسانية واقتصادية مأساوية عالمية!؟
فعلى الرّغم من الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة، التي تكبدتها الولايات المتحدة، ولازالت، جرَّاء جائحة كورونا إلا أنها آثرت الصمت المريب وانشغلت، أكثر، بالمخاوف الأمنية، فإذا انتقدت الصين بخصوص هذه الجائحة العالمية، انتقدتها على استحياء، وعلى لسان مسؤول من الدرجة الثانية أو الثالثة، فيأتي اتهامه بصورة عابرة،  تفتقر للجدية والحزم، ولا نسمعها إلا في أوقات مناسباتية، كأن الهدف منها مجرد الضغط السياسي الانتفاعي، لا أكثر!؟
تفيد آخر الأخبار العلمية الشحيحة القادمة من الصين بأن الأبحاث الفضائية قد بلغت شأوًا بعيدًا وخطيرًا يسترعي الانتباه ويبعث على القلق العالمي.
فالمسبار الصيني (تشانغآه ـ 5) قد تجاوزت، إنجازاته، ما أنجزته مثيلاته الأربعة السابقة، بكثير!  إذ عاد من الفضاء مؤخرًا، وفي جعبته عينات من تربة ومكونات القمر الجيلوجية، كما بدأ مسبار صيني آخر باستكشاف كوكب المريخ. 
وماتزال أبحاث الفضاء الصينية تسير على قدم وساق، دون وجود معلومات حقيقية، كافية عن أهدافه وغاياته. 
الخوف كل الخوف ليس من تراكم الإنجازات العلمية الصينية في مجال الفضاء، فذلك حق مشروع لها ولغيرها من دول العالم، إنما الخوف كله من مغامرات بحثية غير محسوبة العواقب، كما حدث في مختبرات الأبحاث البيلوجية في مدينة (أوهان)، في السنوات الأخيرة. 
ومثلما أن من حق الصينيين الذهاب بعيدًا في الأبحاث العلمية التكنلوجية، فإن من حقنا أن نتساءل عن الهدف والغاية من إنتاجها (شمسًا) اصطناعية غازية ـ إلكترونية، تحاكي شمسنا الكونية، لكنها تفوقها بأضعاف عديدة، من حيث شدة الحرارة والضوء!؟
فما الذي يريده الصينيون من وراء هذا الاختراع المرعب؟ وهل حسبوا حساب عواقبه غير المعروفة، حتى الآن، على حاضر ومستقبل الحياة على كوكب الأرض؟
تتحكم الصين بأخبار البحوث العلمية، التي يجريها علماؤها، فلا يصدر عنها سوى النذر اليسير. وحتى ما يرشح من أخبار ومعلومات عن التقدمات البحثية في المجالات المعلن عنها؛ كالذكاء الاصطناعي، والمعلومات الكمِّية، والدوائر المتكاملة، والحياة الصحية، وتربية البذوربطريقة بيوتكنلوجية، واستكشاف أعماق البحار وأعماق الأرض، وغيرها.. لاتأتي واضحة مكتملة الجوانب ووافية المعلومات..فما بالنا بالأبحاث العلمية الدقيقة، المحاطة بشديد السرية والكتمان!؟
إن أخطر ما في تطلعات الصين البحثية التكنولوجية والاستثماراتية في العالم هو استخداماتها للابتكارات التكنولوجية في التجسس على العالم، لأغراض عسكرية!
فمؤخرًا كشفت مصادر غربية عن معلومات تفيد بإلزام الحكومة الصينية لشركاتها العابرة للقارات، وعلى رأسها شركة (هواوي) المتخصصة في إنتاج وبيع البنى التحتية للاتصالات وأجهزتها، بأن عليها توفير معلومات وإحصاءات دقيقة وحقيقية عن كل المؤسسات والجهات وحتى عن الأفراد المتعاملين معها وتقديمها للحكومة الصينية.
وتبلغ الخطورة أقصى درجاتها حينما تطلب الحكومة الصينية من شركاتها الاستثمارية الإتيان بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن الأحماض النووية للأفراد!؟
فهل، يصح لنا، بعد هذا، أن نستبعد وجود أجهزة تنصت وترجمة في المنتجات الصينية الاستهلاكية، ابتداءً من السيارة وانتهاء بأجهزة الهاتف والشاشات وحتى الأجهزة المنزلية ووسائل الألعاب والترفيه!
في غياب الضوابط القانونية والأخلاقية، وفي خضم التنافس والسباق المحموم بين الدول المتقدمة المنتجة.. يجب أخذ الحيطة والحذر عند التعاطي مع أي جهاز أو منتج تكنلوجي.
أما ما هو خارج سيطرة إرادتنا كالأقمار الاصطناعية وأجهزة المحمول وطائرات التجسس، التي تفوقت الصين أيما تفوق في إنتاجها وبيعها، فذلك متروك لدول العالم المتقدمة نفسها، التي يتحتم عليها وضع ضوابط صارمة لتحاشي الإضرار بحقوق الناس وخصوصيات المستهلك، وتكيلف منظمات دولية متخصصة تعنى بتطبيق القوانين ومعاقبة متجاوزيها.

هذه ليست وسوسات نفسية مريضة ولاغوص في نظريات المؤامرة ولاتخيلات عصابية  تلوكها الألسن في مقايل القات ولا نتاج عقليات راديكالية محافظة تخشى مما تسميه الغزو الثقافي.. وإنما هي تأملات جادة في ما هو قائم، مثبت بالأدلة والبراهين القاطعة.

      الخميس 24 يونيو 2021 م .