اللاجئون الأفارقة في اليمن.. بين العبء الإنساني وخطر التوظيف العسكري

YNP -  إبراهيم القانص :

التوقعات التي تبناها كثير من المتابعين والمراقبين لعملية التدفق غير المسبوقة للاجئين الأفارقة إلى اليمن، ربما بدأت تثبت صوابيتها وواقعيتها، فهناك من ينظم عملية جلب تلك الأعداد المهولة من اللاجئين ويسهل وصولهم إلى بلد هو في الأساس منكوب بحرب دخلت عامها السابع، وحولت تداعياتها وآثارها حياة ملايين اليمنيين إلى جحيم لا يطاق نتيجة الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية المنهارة، وبالتالي لا توجد أي بيئة مناسبة لاستقبال لاجئين، خصوصاً أنهم يأتون أو يتم جلبهم من بلدان يسودها الاستقرار الأمني حيث لا حرب ولا نزاعات مسلحة ولا حصار اقتصادي.

منظمة الهجرة الدولية، المعنية بشئون اللاجئين، وجهت تحذيرات مقلقة من تبعات وتداعيات التدفق اللافت وغير المسبوق للاجئين الأفارقة إلى اليمن، مرجحةً أن يكون هناك من يقف وراء هذا التدفق غير المنطقي كونه موجهاً إلى بلد يعيش وضعاً سيئاً بسبب الحرب، غير مستبعدة أن يكون لدى من يقفون خلف هذا الأمر مخططاً مدروساً لإغراق البلاد بالمهاجرين الأفارقة، لأغراض لا علاقة لها بالشأن الإنساني، المنهار أساساً في اليمن والموصوف بالأسوأ على مستوى العالم، حسب تقارير أممية.

 

ويرى مراقبون أن حديث منظمة الهجرة عن تدفق الأفارقة إلى اليمن فيه تلميح ضمني إلى أن التحالف قد يكون هو من يدير العملية، ضمن حربه المستمرة من أكثر من ستة أعوام على اليمن، خصوصاً بعد فشله عسكرياً وسياسياً، إذ أن إغراق البلد بتلك الآلاف من اللاجئين ينطوي على كثير من المخاطر، سواء فيما يخص النسيج المجتمعي اليمني، أو على مستوى الجانب الصحي أو المعيشي، كما يقول المراقبون، الذين لم يستبعدوا أن التحالف يستخدم اللاجئين للقتال وخوض معاركه في مختلف الجبهات، خصوصاً في الساحل الغربي ومارب وعلى الحدود الجنوبية للسعودية.

 

المهربون الذين يتكفلون بإيصال اللاجئين إلى اليمن يحظون بتسهيلات كبيرة في المنافذ البرية والبحرية اليمنية التي يسيطر عليها التحالف ويتحكم بكل حركة فيها، وحسب منظمة الهجرة فإن المهربين يغرونهم بالوصول إلى السعودية، إلا أنهم لا يجدون إليها سبيلاً، مشيرةً إلى أن حوالي اثنين وثلاثين ألف لاجئ أفريقي علقوا في اليمن خلال الفترة الأخيرة، متوقعةً الكثير من المخاطر بشأن بقائهم، حيث يتم احتجازهم على يد القوات الموالية للتحالف، ومن ثم تدريبهم وتأهيلهم للقتال ثم الزج بهم إلى مختلف مناطق المواجهة.

 

خلال السنوات الماضية كان للسعودية والإمارات نشاط وتحركات مكشوفة فيما يخص اللاجئين الأفارقة الذين كانوا يصلون إلى المحافظات الجنوبية والشرقية، حيث تم ترحيلهم إلى معسكرات تابعة للتحالف في عدد من المحافظات وتلقوا تدريبات عسكرية مكثفة على يد ضباط إماراتيين وسعوديين ويمنيين موالين لهم، وتم إرسالهم إلى عدد من جبهات القتال، حسب تقارير متواترة وناشطين حقوقيين، ومنهم فرق تم تدريبها على عمليات الاغتيال والاختطافات في تلك المناطق.

 

وكان مكتب الصحة بمحافظة مارب، أبلغ في أواخر عام 2019م عن حالات إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في أحد ألوية قوات الشرعية، وكشف حينها مدير صحة مارب أن ذلك اللواء يعج بمجندين أفارقة وصلوا إلى مارب بصفة لاجئين وتم استقطابهم مباشرة وتجنيدهم في صفوف القوات الموالية للتحالف، وكما هو معروف أن الأفارقة عادةً ما يكونوا مصابين بالكثير من الأمراض والفيروسات المعدية.