معارك البيضاء تعري الدور الامريكي في اليمن

خاص – YNP ..

مجددا تتلقى الولايات المتحدة الامريكية صفعة في اليمن وقد فشلت في تغيير  واقع الحرب التي تشارك فيها على كافة الجبهات منذ  مارس من العام 2015، فما هو خيار واشنطن الجديد ؟

الانباء الواردة من محافظة البيضاء، وسط اليمن، تفيد بنجاح قوات صنعاء من احباط الهجوم العسكري لتنظيم القاعدة  على مواقعها في جبهات الزاهر والصومعة ، وهذا الهجوم الذي تحاول واشنطن من خلاله تخفيف الهجوم المتواصل على الفصائل الموالية لها في مارب، شمال اليمن، تم التحضير له مبكرا واكتملت مراسمه باللقاء الذي عقده نائب قائد القوات المركزية الامريكية  براد كوبر  بعلي محسن واعقبه اتصال محسن بمحافظه في البيضاء   لنقل التعليمات  قبل ساعات على الهجوم الذي بدأ السبت.

بالنسبة للدور الامريكي في تحريك القاعدة، لم يقتصر على منح علي محسن، ابرز زعماء التنظيم وقادته الخفيين، الضوء لبدء معركة البيضاء ، بل بتحريك استراتيجية "العصا والجزرة " ضد التنظيم تارة بإطلاق ابرز قادته المحتجزين منذ اكثر من 20 عاما   واخرى بالتهديد باعتقال قاداته الاجانب واخرهم السوداني  ابراهيم القوس الذي عرضت وزارتها 4 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

هذا التحرك الذي اعاد علاقة واشنطن بالرياض إلى مسارها الطبيعي بعد قطيعة منذ صعود بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة وانتهاجه  سياسة التصعيد ضد العائلة المالكة ، هو نتاج طبيعي لمسلسل طويل من الحرب التي  اعلنت من واشنطن قبل 7 سنوات وبينما كان بايدن نفسه يعمل نائب لرئيس الولايات المتحدة، لكن بايدن الذي يحاول استدرار الاموال السعودية قرر انتهاج سياسة مخالفة لسلفة الذي اعتمد سياسة   ارضاء اطماع السعودية وشبقها للحرب على اليمن  وبما يشعر السعوديين بضرورة دفع الاموال مقابل الحماية  لذا حاول اثارة مخاوفهم هذه المرة بمغازلة ايران ومحاولة التدثر بالحل الدبلوماسي الذي لم يخرج ايضا عن الحرب العسكرية وكان يطمح من خلاله لتحقيق اجندة فشل التحالف بفرضها عسكريا لكن عندما ادرك استحالة تحقيق ذلك عاد لتريك الالة العسكرية مجددا بتحريك ابرز الاذرع الامريكية في اليمن  على امل أن يغير  ذلك من  خارطة الوضع الذي يؤكد انتصار صنعاء   على كافة الجبهات ويدفعها للقبول بأية اتفاق سلاح ولو ينتقص من كرامة اليمنيين وسيادتهم، غير أن نجاح صنعاء بالتنكيل  بفلول القاعدة في البيضاء  كشف غطاء واشنطن وينذر بخسارة اخر اوراقها وهو ما قد يدفعها مجددا للبحث عن حلول سلمية.