كهرباء عدن .. معظلة صراع فساد معقد  

YNP -  عبدالله محيي الدين :

مؤشرات تنذر بعيدٍ لاهب ومظلم ستشهده مدينة عدن، مع قرب نفاد الوقود المشغل لمحطات الكهرباء التي تغذي المدينة بما يعادل 30% من احتياجها من الطاقة.

مصادر في مؤسسة الكهرباء بعدن قالت لوسائل الإعلام إن مادة الديزل التي تُشغّل عدداً من محطات توليد الكهرباء باتت على وشك النفاد في حين لا يوجد أي تحرك من قبل السلطات المختصة لتوفير كميات إسعافية من الوقود بالتزامن مع قرب عيد الأضحى.

 

المصادر أوضحت أن محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالديزل خفّضت إنتاجها من الكهرباء مع قرب نفاد الوقود المتبقي لديها، وتوقفت محطات أخرى حكومية تعمل بالمادة ذاتها عن توليد الكهرباء، بعد أن أفرغت مخزونها من الوقود خلال الساعات القليلة الماضية...

 

وتُعدّ قضية العجز في التيار الكهربائي الذي تعيشه عدن وغيرها من المدن والمناطق الواقعة في نطاق سيطرة الحكومة المدعومة من التحالف، من أهم القضايا التي تمس حياة ملايين المواطنين في هذه المحافظات، سواء من حيث المعاناة التي يخلفها انقطاع التيار الكهربائي في الحياة المعيشية، أو تأثير ذلك على القطاعات الإنتاجية المختلفة.

 

وتتواصل أزمة الكهرباء في عدن والمحافظات الجنوبية من اليمن، الساحلية منها والصحراوية، التي تُعدّ الأكثر احتياجاً للكهرباء نظراً لموجة الحر التي تضرب تلك المناطق حالياً، والأجواء اللاهبة التي تشهدها مع حلول فصل الصيف من كل عام، الأمر الذي تحول إلى كابوس يقض مضاجع المواطنين، ويضاعف من معاناتهم، ويعطل أعمالهم.

 

وأمام استمرار التردي الحاصل للكهرباء، تتصاعد حالة من السخط الشعبي بين المواطنين في محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت، بسبب تردي خدمات الكهرباء وانقطاعها، حيث يحمل المواطنون الحكومة المدعومة من التحالف المسئولية عن ذلك، على اعتبار أنها لم تبذل أي تحرك حتى الآن للحد من معاناة المواطنين جراء انقطاعات الكهرباء.

 

وتعاني عدن، التي تُعدّ أول مدينة دخلتها الكهرباء على مستوى منطقة اليمن والخليج، حيث أنشئت أول محطة بخارية في المدينة عام 1926، بطاقة توليدية بلغت حينها 3 ميجاوات، من عجز في التيار الكهربائي بأكثر من 70%، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال في حياة المواطنين على شكل معاناة معيشية، جراء تعطل الخدمات المرتبطة بالكهرباء، كما في الجانب الإنتاجي، حيث يتسبب العجز الحاصل في تعطل كثير من القطاعات الإنتاجية، ما يعني خسائر كبيرة في هذه القطاعات.

 

ويقول خبراء إن قدرة محطات التوليد في عدن لا تتعدى في المتوسط 160 ميغاوات، ما يقارب 29% فقط من الحاجة المطلوبة، ناهيك عن عدم وجود أي برامج صيانة أو تحديث لمنظومة الكهرباء، خلال السنوات الماضية، وهو ما يعني مزيداً من التدهور الذي يهدد بانهيار هذه المنظومة بشكل شبه كامل.

 

وشهدت مدينة عدن وبعض المدن اليمنية الأخرى الواقعة تحت سلطة الحكومة الموالية للسعودية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، خلال الأشهر الماضية احتجاجات غاضبة جراء تردي الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء، وسط غياب أي دور للحكومة المدعومة من التحالف، التي يرى فيها المواطنون المسئول الأول استمرار معاناتهم جراء انقطاعات الكهرباء، ومن بعدها التحالف الداعم لها.