تبعات نقل الامارات المعركة إلى حضرموت

خاص – YNP ..

تهيأ الإمارات ، محافظة حضرموت، القريبة من الحدود السعودية، كساحة جديدة للحرب بالوكالة ضد  حليفتها الكبرى في الحرب على  اليمن  ضمن معركة كسر  عظم، بدأت تأخذ طابع المواجهة المباشرة، وتطورا دراماتيكي في المشهد القائم في اليمن قد يخلط الكثير من الاوراق ويكشف المزيد من خبايا المؤامرة..

الإمارات التي اعلنت على لسان وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية انور قرقاش انتهاء عملياتها العسكرية رسميا في اليمن على ايقاع التطبيع السعودي – القطري في قمة العلا،  عادت لتنشط من جديد  في اليمن لكن هذه المرة  في عمق السعودية الاستراتيجي ، ما يحمل اشارت إلى أن ابوظبي التي استطاعت كسر ذراع السعودية داخل منظمة اوبك بإجبارها على قبول شرط الامارات لزيادة انتاجها النفطي   تستعد لانتزاع اهم  المصادر  النفطية التي اوصلت السعودية إلى التربع على عرش إمبراطورية النفط "اوبك".

اليوم تدفع الإمارات بقوة باتباعها في المجلس الانتقالي جنوب اليمن لنقل المعركة إلى الهلال النفطي  لليمن والذي تشير التقارير إلى احتوائه على  احتياطي كبير من النفط الخام ظلت السعودية تستحوذ عليه لعقود من الزمن ، وقد شرعت خلال اليومين الماضين بترتيب معركة حضرموت الفاصلة  بعد أن ظل تحاول دفع السعودية لمنحها محافظة شبوة.. حتى الأن تفيد التقارير  الواردة من حضرموت بوصول شحنة اسلحة جديدة من الإمارات للفصائل الموالية لها في ساحل حضرموت استعداد لمعركة الوادي والصحراء المحاذيتان للسعودية ، اضف إلى ذلك الانباء الدولية بشأن قرار الامارات اعادة عددا من قيادات تنظيم القاعدة إلى اليمن ضمن سيناريو تحالف جديد مع التنظيم الذي ظل حكرا على السعودية واستطاعت الامارات شقه لصالحها خلال السنوات الاخيرة باتفاقيات من تحت الطاولة ..

لدى الإمارات الأن كافة  المبررات لتفجير المعركة ضد السعودية عند  الحدود الغربية لليمن، ابرزها مساعي تيار "الشرعية" الموالي للسعودية لنقل العاصمة من عدن إلى سيئون وكذا الانقسام الحاصل في هرم "الشرعية"  وجميعها قد تمنح الامارات غطاء لتحقيق الهدف الاكبر  والمتمثل بإبقاء السعودية تحت رحمة الهجمات العابرة للحدود والقادمة هذه المرة من شرق اليمن وليس شماله.

عموما هدف  الإمارات الان  اكبر بكثير من رغبة الانتقالي في تحقيق مكاسب ميدانية للهينة على "الشرعية" فبسيطرة اتباعها على هذا الجزء الهام من اليمن استراتيجيا واقتصاديا، تكون الإمارات قد قطعت على السعودية العرق النفطي الذي ظل يغذيها لعقود من الزمن بعيدا عن انظار اليمنيين وبصفقات فساد مع الأنظمة السابقة وهو ما يعني تقليل حصص الانتاج السعودي للنفط والذي يعتمد بدرجة رئيسية على اليمن  واعادة توجيه تلك الكميات لصالح ابوظبي التواقة لمنافسة السعودية على عرش النفط دوليا رغم فارق الانتاج حاليا بين الدولتين اذ تنتج السعودية ما يقارب 11 مليون برميل مقارنة بـمليوني برميل للإمارات.

على كلا، في حال نجحت الإمارات فعليا بالسيطرة على الهضبة النفطية لليمن، والتوسع عسكريا عند حدودها فهذا يعني  تغير جذري للوضع في المنطقة من شأنه  رفع الإمارات التي عقدت مؤخرا تحالفات في المنطقة اخرها التطبيع مع اسرائيل  وقبلها توطيد علاقة دافئة مع ايران ،  إلى مراتب عليا على حسب دول استنفذت رصيدها في المنطقة في اشارة إلى السعودية التي جردتها الحرب على اليمن ودعمها الصراعات في المنطقة  من الكثير من الاوراق على مستوى اقليمي ودولي، وبداية تشكيل حلف جديد على انقاض المملكة التي تترنح حاليا  بعد أن اتضح لها بان اعدائها الحقيقين كانوا يوما ضمن تحالفها ..