توجه سعودي لتنصيب "شرعية" جديدة

YNP -  إبراهيم يحيى :

"قفز مظلي". بهذه الهيئة وبدلتها وعلى متن طائرة مخصصة للقفز المظلي؛ سربت السعودية مقطع فيديو لهادي، في هذا التوقيت الذي يتزامن مع تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج منذ نحو شهر، وأنباء عن وفاته.

مقطع الفيديو الذي سربه السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أظهر هادي مع حارسه الشخصي ومدير مكتبه عبدالله العليمي، وهم يرتدون مظلات القفز الجوي، على متن إحدى الطائرات المخصصة للقفز المظلي.

الفيديو المثير للغرابة والريبة في آن معا، نشره إعلامي يمني شهير، وتتضمن مشاهده، ظهور نائب هادي الجنرال علي محسن صالح وحاكم اليمن الفعلي، السفير السعودي محمد آل جابر، وهما يبتسمان بينما الآخرون عابسون.

وعلق ناشر الفيديو على حائطه الرسمي بموقع "فيس بوك" الإعلامي اليمني سمير النمري، مراسل قناة "الجزيرة"، بسخرية قائلا: "ترقبوا فيلم الأكشن الجديد في دور السينما". وأردف: "ما اسم الفيلم؟". ليفتح الباب مشرعا لسخرية المعلقين.

النمري لم يشر إلى زمان ومكان التقاط مقطع الفيديو، الذي يظهر من مشاهده أنه التقط في أجواء المملكة العربية السعودية، كما تظهر من نافذة الطائرة إطلالة أحد القصور الملكية، ما يُرجح انه التقط في أجواء العاصمة الرياض.

يثير الفيديو، تساؤلات عدة، لعل أبرزها، أسباب إلباس هادي وحارسه الشخصي ومدير مكتبه مظلات القفز الجوي، واستثناء نائبه الجنرال علي محسن والسفير السعودي. وقبل هذا، أسباب هذه الرحلة الجوية بطائرة قفز مظلي، ودواعيها.

مراقبون وناشطون رجحوا أن يكون الفيديو قد التقط في رحلة للنزهة بأجواء المملكة نفذها السفير السعودي لهادي ونائبه بهدف تغيير جو إقامتهم الدائمة في احد قصور الرياض. لكن آخرين توقفوا عند توقيت تسريب الفيديو، ودلالاته الفارقة.

يعزز توقيت تسريب الفيديو لهادي على متن طائرة قفز مظلي مرتديا مظلات القفز الجوي، مؤشرات توافق إقليمي دولي على طي صفحة هادي سياسيا، إن لم يكن الموت قد طواها فعليا، وسط أنباء تتحدث عن وفاته في مستشفى أمريكي.

يتزامن إطلاق السعودية شارة "القفز المظلي" لهادي، مع عدم إلقاء الأخير خطابا بمناسبة عيد الأضحى، واتخاذ إجراءات تتجاوزه وصميم صلاحياته، أخرها إصدار وزير دفاعه محمد المقدشي قرارا بتعيين العميد احمد النقح قائدا لمحور البيضاء.

أذكى هذا القرار التساؤل حول مصير هادي الذي لم تظهر له أي صور إعلاميا بخلاف العادة، منذ مغادرته الرياض نهاية يونيو الفائت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في "رحلة علاجية"، باستثناء أخبار بلا صور لبرقيات واتصالات منسوبة له.

كما أثار الشكوك، تجاهل وسائل الإعلام الأمريكية، وصول هادي إلى الولايات المتحدة وتواجده فيها، بالتزامن مع الاعتراف الأمريكي المفاجئ بـ "أنصار الله طرفا شرعيا حقق مكاسب على الارض" وتأكيده من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

عكست التصريحات الأمريكية واعترافها بسلطة صنعاء "طرفا شرعيا لا يمكن تجاهله" إدراك واشنطن أن الحامل السياسي لحرب اليمن، ممثلا بهادي، قد سقط ومات، ما يستدعي وجوبا المسارعة بوقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية عاجلة في اليمن.

بالتوزاي عزز هذه الشكوك، تصعيد المجلس الانتقالي الجنوبي، سياسيا وإعلاميا وعسكريا وإصداره قرارات تعيينات من صميم صلاحيات رئيس الجمهورية، رغم الاعتراض السعودي والأمريكي والبريطاني والفرنسي، الذي بدا اعتراضا إعلاميا لإسقاط العتب.

يبقى السؤال الأهم بعد تسريب السعودية شارة "القفز المظلي" لهادي خارج المشاهد السياسي؛ هو خيارات التحالف للشرعية البديلة، وماذا إذا كان سلطان البركاني، رئيس برلمان هادي الذي بدأت السعودية فجأة الدفع بقوة لانعقاده في سيئون بحضرموت.

ذلك خيار مطروح، بنظر مراقبين، يرون أنه يستند إلى "الدستور اليمني المجمد"، لكن الأمر يتطلب شخصية جنوبية، وهو ما يطرح مستشاري هادي الجنوبيين، وفي مقدمهم أبو بكر العطاس الذي نشط فجأة، قبل أيام، بزيارة إلى موسكو، لبحث الملف اليمني.