لا أمان من بوائق دولة الإمارات !؟

YNP - قيس الوازعي :
 قريبًا سيدرك المسؤولون الإسرائيليون أي وقعة وقعوا فيها حينما طبًّعوا علاقاتهم، مسرورين منتشيين، مع دول خليجية نفطية، دفعها الثراء الفاحش إلى تصرفات صبيانية،طائشة، همجية آذت بها دولًا شقيقة مجاورة، ثم امتدت أذيتها لتطال دولًا عربية أخرى، بل وصلت للإضرار بدولة عظمى حليفة لها بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، ولسوف تطال إسرايل، من دون شك.


يوم الجمعة الماضية قالت قناة الجزيرة، عن خبر من مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي إن شريكي الحكومة قررا إعادة النظر في اتفاق نقل نفط الإمارات عبر ميناء (إيلات)، بسبب أضراره البيئية. هكذا جاء الخبر العاجل موجزًا. 


والحقيقة أن مبرر الضرر البيئي هذا غير صحيح وغير مقنع. فلو كان هناك ضرر، فعلًا، لما وقَّعت إسرائيل على الاتفاقية، من الأصل !؟

فما الذي استجد ـ  يا هل ترى ـ حتى تعيد إسرائيل النظر في الاتفاقية ؟!

يعرف الإماراتيون ويعرف الإسرائيليون أن المصريين هم المتضررون من هذا الاتفاق، دون غيرهم. كون الاتفاق سيحرم الخزينة المصرية عائدات ضرائب مرور ناقلات النفط الإماراتي من قناة السويس. فكيف تجاهل الطرفان، عند التوقيع، رد فعل الجانب المصري؟


ربما تكفَّل الإماراتيون بإقناع الإسرائيليين بأن النظام المصري أصبح في اليد ولن يجرؤ على الاعتراض على أي خطوة تخطوها الإمارات في هذا الاتجاه، حرصًا منه على مصالحه معها.

زد على ذلك أن المبالغ المالية من عائدات الضرائب أغرت الإسرائيليين، في ظروف نشوة انتصارات التطبيع، فوافقوا على الاتفاق.


لكن يظهر أن المصريين، الذين ساءت علاقاتهم بنظام محمد بن زايد، أعربوا للإسرائيليين عن استيائهم من المشروع، فقرر هؤلاء الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع مصر، وإلغاء الاتفاق مع الإمارات. 

لكن لماذا فكَّرت الإمارات بهذا المشروع الخبيث، الذي يهدف للإضرار بالمصالح المصرية؟


يقول المصريون إن الإمارات أرادت إلحاق الضرر المالي ببلادهم عنوة وعمدًا، لأسباب معروفة.

فبنفس العقلية الصبيانية الطائشة، المعروفة لحاكم أبوظبي، قرر الانتقام من القاهرة ردًّا على تخليها عن تحالفها مع أبوظبي لنصرة اللواء الليبي خليفة حفتر، وإعادة علاقاتها مع طرابلس، من دون موافقة محمد بن زايد.


لاتسألني عن سبب تخلي القاهرة عن دعم خليفة حفتر، بعد أن كانت قد دعمته، فعلًا، في إطار تحالفها مع الإمارات.. فذلك سؤال لن يجيب عنه سوى النظام المصري نفسه.

ولكن السبب الذي نعرفه، وبرر به النظام المصري تراجعه يقول بأن اللواء خليفة حفتر رجل مغامر، عينه على السلطة في ليبيا، ولن يقبل بأي حلول سلمية توافقية مع منافسيه الليبيين.

 ولقد حاول المصريون ثنيه عن تشدده، تلبية لتكليف من الدول الغربية، لكنه رفض ولم يحترم الوساطة المصرية. 

ولايستبعد المصريون أن يستمر حفتر في نفس موقفه المتشدد، الذي قد يقود الشعب الليبي إلى حرب أهلية، سوف تكون لها، إذا اندلعت، انعكاساتها السلبية الخطيرة على الجوار المصري. لذلك قرر المصريون وقف تحالفهم مع الإمارات والتخلي عن خليفة حفتر واستعادة علاقاتها الطبيعية مع خصومه في العاصمة طرابلس.


بهذه الخسة وبهذه الدناءة يدير معتوه أبوظبي علاقات بلاده مع الدول الشقيقة والصديقة، القريبة منه والبعيدة، مقدِّمًا مصالحه على مصالحهم، ومن دون احترام أو مراعاة لمصالح الغير !؟


المتتبع لسياسة الإمارات مع أصدقائها وحلفائها سيلاحظ كيف أنها، في حالة استقرارها وسلامتها وثباتها، تعمل بالسِّر للنيل من أمن واستقرار تلك الأنظمة، بما يخدم مصالحها هي، ولو لم تكن تلك المصالح غير مشروعة . وأحيانًا تمارس ذات الأفعال القبيحة، لأسباب غير مفهومة ،للإضرار بالآخرين !؟


الإماراتيون لايتورعون عن ممارسة أفعال بعيدة، كل البعد، عن القواعد السياسية والدبلوماسية وعن كافة القوانين والأعراف الدولية المعمول بها بين دول العالم !؟

يتجسسون على كل من يزور بلادهم من القادة والسياسيين والدبلوماسيين والصحفيين، بعد أن يكونوا قد هيأوا لهم أسباب الترفيه والإغراء، بهدف الإيقاع بهم، لتكون تلك التسجيلات مادة لإذلالهم وتهديدهم وابتزازهم !


شغلة عصابات مافيا، لايقوم بها إلا من تجرد من قيمه الأخلاقية. حتى أنهم باتوا يمارسون أعمالهم التجسسية القبيحة خارج حدود دولتهم، ولم يستثنوا منها أحدًا في أي دولة من دول العالم.


فهم، بأموال الشعب الإماراتي الممتهن، يشترون ذمم ضعفاء النفوس في العالم، في أي موقع من مواقع أعمالهم للتجسس أو العمل لخدمة سياسة دولة الإمارات. وما  فضيحة مساعد الرئيس الأمريكي السابق ترامب ببعيدة، ومثلها فضيحة مشروع بيغاسوس للتجسس !؟
17:04

وانظر إلى الفجور الإماراتي في خصومتها الأخيرة مع حليفتها الوحيدة في الخليج السعودية.. وكيف أنها أحالت علاقتها معها إلى عداء صريح ووقح، فتقرَّبت من إيران  على سبيل النكاية بالسعودية، ليس إلا !؟


وانظر في من يستعين بهم المعتوه محمد بن زايد من الكتاب والمغردين وكيف تأتي كتاباتهم المسيئة، غير مهذبة !؟


وتأمل في الشخصيات التي تختارها الإمارات كعملاء لها في الدول. إنها تختار شذاذ الآفاق

من المنشقين والمتمردين والانفصاليين والطامعين بالسلطة، من المستعدين للقيام بأعمال معادية لأوطانهم وشعوبهم وأنظمتهم السياسية !


لقد ضرب الشرير محمد بن زايد أوضح صور القبح السياسي المستهجن في العالم، وليس في المنطقة العربية وحسب.

وإن ماسينال إسرائيل من سفاهاته سوف لن يتأخر كثيرًا، ونتوقع أن يكون الأسوأ عن سابقاته ! فلننتظر! 

- الاثنين 26 يوليو 2021 م .