واقع المحافظات النفطية في اليمن يكشف التضليل الإعلامي للتحالف

YNP -  إبراهيم القانص :

الصورة التي ينقلها إعلام التحالف عن المحافظات التي يسيطر عليها، تنقل مشهداً مغايراً تماماً للواقع الذي تعيشه تلك المحافظات، ربما لا يدركه سوى سكانها، أما من كان بعيداً فلا شك أن حركة التنمية والبناء والتطوير والاستقرار التي تبثها شبكات إعلام التحالف ستبهره وتنال إعجابه، وهي طريقة يتخذها للتخفيف من السخط الرافض للأوضاع المأساوية التي ينتجها لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية ضد خصومه ومعارضيه.

 

وبالنظر إلى المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، الموالي للتحالف، يتضح أنه لا يمد جذوره سوى في المحافظات النفطية، ليستحوذ على عائدات ما تنتجه حقولها الغنية من أموال طائلة، يمول بها معاركه ويغذي بها الأرصدة البنكية لقياداته، وينمي استثماراتهم في الخارج، ويحرم ملايين اليمنيين من خيرات بلادهم وثرواتها، وتحديداً أبناء تلك المحافظات الذين لهم أولوية الاستفادة من ثروات أرضهم، ولهم الحق قبل غيرهم في أن يروها في واقع حياتهم على هيئة مشاريع تنموية وخدمية، لكن ذلك لا يحدث أبداً سوى في على شاشات الفضائيات، التي تتحدث يومياً عن مشاريع وهمية لا وجود لها على الإطلاق، بل إن مواطني تلك المناطق يكابدون المشقات والمصاعب الحياتية أكثر من غيرهم، حيث أن متنفذي وقيادات الإصلاح حولوا حياتهم إلى جحيم لا يطاق.

 

مارب وشبوة.. المحافظتان النفطيتان الأبرز في اليمن، يسيطر عليهما حزب الإصلاح ويعبث بمواردهما النفطية لمصالحه الخاصة، ويصور إعلامه أن المحافظتين تعيشان فترة ذهبية مميزة، من خلال ما يبثه من المشاريع التنموية المنفذة والتي لا تزال قيد الإنجاز، وأحجار أساس لمشاريع أخرى لا أساس لها، بينما يثبت الواقع بؤساً لا نظير له على المستويات كافة، فالأوضاع الأمنية تتجه نحو فوضى مرعبة، والخدمات الأساسية في تدهور مستمر، وأكثر ما يقهر مواطني تلك المناطق أن سلطات الحزب تخلق أزمات كبيرة في المشتقات النفطية وترفع أسعارها، رغم أنها المناطق المنتجة للنفط والغنية به، الأمر الذي يجعل الأهالي يتكبدون الحسرات نتيجة الوضع الذي وصلوا إليه معيشياً واقتصادياً.

 

في محافظة شبوة، يعاني الأهالي انقطاعاً متواصلاً للكهرباء، وانفلاتاً أمنياً غير مسبوق، فالإصلاح حول المحافظة إلى ساحة يصفي فيها حساباته مع خصومه، أو بمعنى أصح معارضيه بشأن ثروات المحافظة النفطية، إذ لا يقبل شريكاً يقاسمه فلساً واحداً من تلك الثروات، بل رفعت شركة النفط في شبوة، والتي يديرها الإصلاح، أسعار الوقود إلى 13900 ريال لجالون البنزين 20 لتراً، بعد أيام قليلة من رفعها إلى 13400 ريال، لتثقل المواطنين بأعباء لم تكن تنقصهم، بينما تواصل وسائل إعلامه أحاديثها المضللة عن النجاحات التي يحرزها المحافظ القيادي في الحزب، بن عديو، في مجالات التنمية المزعومة، بينما تحاصر مياه الصرف الصحي منازل المواطنين وتتهددهم بكوارث الحميات والأوبئة، خصوصاً في مدينة عتق عاصمة المحافظة، ورغم إعلان سلطات الإصلاح عن مشروع عملاق لمعالجة مشكلة المجاري في عتق إلا أنها تعجز حتى عن شفطها من الشوارع والأحياء التي تتحول تدريجياً إلى بؤر للأمراض.

 

الأوضاع نفسها تحدث في محافظة مارب، فالمحافظ الإخواني سلطان العرادة، يستحوذ على كل الإيرادات النفطية من حقول المحافظة، ويحرص إعلام التحالف على تقديمه كفارس للمشاريع التنموية العملاقة، والتي وصلت حد إنشاء مطار دولي وسكة حديد لقطار لا يُسمع صفيره إلا في مخيلة العرادة، بل إنه خلال الأيام القليلة الماضية أخرج لواءً عسكرياً كاملاً لضرب منطقة تابعة لقبائل عبيدة، لمجرد أنهم طالبوا بنصيب من عائدات نفط محافظتهم، لبناء مشاريع خدمية ضرورية تحتاجها منطقتهم، ولا تزال هجمات قوات الإصلاح مستمرة على تلك المنطقة حتى اللحظة، وتعج سجونه السرية بالمئات من المعارضين الذين يتلقون فيها شتى أصناف التعذيب.