تشظي الاجندة يمزق الاصلاح بين ارضاء السعودية و والتدثر بالوطنية - تقرير

خاص – YNP ..

مأزق جديد يقع فيه الاصلاح – جناح الاخوان المسلمين في اليمن- ويكشف كيف اصبح الحزب  الذي يشكل ابرز اعمدة ما تسمى بـ"الشرعية" منقسما بين مصالحه الخاصة  المرتبطة بالسعودية  ومساعيه الحفاظ على قاعدته الشعبية على الارض عبر تضليلها بمواقف عابرة ، فهل ينجح الحزب  بتمرير اجندته الداخلية والخارجية على حساب اليمنيين أم انه قد يخسر كلتيهما؟

في محافظة المهرة، اقصى شرقي اليمن،  يحاول الحزب كعادته  ركون الموجة المناهضة للوجود الاجنبي هناك ، وقد دفع بعناصره للمشاركة في  تظاهرة الجمعة  وقياداته للتصعيد في ملف  الوجود الاجنبي في هذه المحافظة  الاستراتيجية والتي تحشد السعودية اليها لتقوية وجودها هناك بغية ابقائها بوابتها لتصدي النفط السعودي إلى الخارج كبديل لمضيق هرمز، لكن لم يمر ساعات على انقضاء التظاهرة التي شهدتها مدينة الغيضة ودعت لها لجنة الاعتصام التي يشكل الاصلاح جزء منها حتى  غير الحزب  ثوبه تماما واصبح في صف السعودية ومحاولا تبرير وجودها، عبر الايحاء لقواته في الجوف بتسويق مزاعم عن ضبطها  شحنة من جوازات السفر كانت في طريقها إلى صنعاء..

حتى الأن تجد مزاعم الاصلاح هذه طريقها لدى ناشطين تعاملوا معها كإنجاز مع أنهم جميعا يدركون بان  الجوازات الصادرة من صنعاء أو المناطق الخاضعة لسيطرتها  لم يعد يتعامل معها  في المنافذ التي تسيطر عليها قوات هادي والتحالف اصلا.

فعليا، لم  يكن هدف الاصلاح   تحقيق انجاز كما يحاول اعلامه تصوير ذلك ولا  تحقيق مكاسب، بل استرضاء السعودية  عبر تسويق فزاعتها لاحتلال المهرة  بصفتها كما تزعم "منفذ تهريب للحوثيين"  وهو إلى جانب ذلك يسوق فصائله كبديل مناسب لحماية السعودية والسهر على مصالحها في هذه المحافظة خصوصا إذ ما تم النظر  لهذا التحرك من زاوية تغريدات  قياداته وناشطيه  ومحاولتهم استثناء السعودية  من حديثهم عن  الوجود الاجنبي وقصره على القوات البريطانية في محاولة لابتزاز الاخيرة مع أن السعودية هي من استدعت البريطانيين وقبلهم الامريكيين والإسرائيليين وهدفها الضغط لتدويل المحافظة والملاحة في بحر العرب. 

عموما، لم يكن  اهالي المهرة وقبائلها التي اعلنت المقاومة للاحتلال السعودي في الوقت الذي كان فيه الحزب وقياداته تبرر الجرائم ضدهم ، يعولون على الاحزاب السياسية التي يقيم قياداته في الرياض ويحصلون على معونات ملكية من السعودية بصورة شهرية، وحتى السعودية لم تعد  تضرب للحزب حساب في ظل تحركاتها لتقليص نفوذه ، لكن هذه المواقف لم تكشف سوى مزيد من الاقنعة لانتهازية الحزب.